مساقات عبر الإنترنت Online Courses

  • التسجيل
  • تسجيل الدخول
الرئيسية / الدورات الدراسية / نؤمن بيسوع / الدرس الثاني: المسيح

نؤمن بيسوع – الدرس الثاني – القسم الثالث

الدورات الدراسية نؤمن بيسوع الدرس الثاني: المسيح نؤمن بيسوع – الدرس الثاني – القسم الثالث
الدرس Progress
0% Complete
 
  • الفيديو
  • الملف الصوتي
  • النص

الآلام والموت

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/video/aJES02_09.mp4

الدخول الظافر
عشاء الرب
الكفارة
العهد الجديد

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/video/aJES02_10.mp4
موضوعات ذات صلة
What does the Lord's Supper signify?

الصلب
الإسناد
الدينونة

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/video/aJES02_11.mp4
موضوعات ذات صلة
Why was it important for Christ to be sinless?
  • الآلام والموت
  • الدخول الظافر
    عشاء الرب
    الكفارة
    العهد الجديد
  • الصلب
    الإسناد
    الدينونة

الآلام والموت

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/audio/aJES02_09.mp3

الدخول الظافر
عشاء الرب
الكفارة
العهد الجديد

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/audio/aJES02_10.mp3
Related Audio What does the Lord's Supper signify?

الصلب
الإسناد
الدينونة

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/audio/aJES02_11.mp3
Related Audio Why was it important for Christ to be sinless?
  • الآلام والموت
  • الدخول الظافر
    عشاء الرب
    الكفارة
    العهد الجديد
  • الصلب
    الإسناد
    الدينونة

الآلام والموت

عندما نتحدث عن آلام يسوع فنحن نعني بصورة خاصة تلك الآلام التي قاساها يسوع خلال الاسبوع الأخير قبل الصلب. من عدة نواحِ، هذا هو الجزء الأحلك قي حياة يسوع، ففي هذا الأسبوع رُفض يسوع من قبل البشر، فأنكره أتباعه وخانوه، ونفذ فيه المشتكون عليه، حكم الاعدام. لكن ما هو أسوأ من ذلك، فقد صب الآب السماوي على ابنه يسوع العقاب الإلهي وأنزل به الدينونة نيابة عنا. لكن حتى في هذه القصة المحزنة يوجد بصيص نور وأمل. فآلام يسوع وموته تبيّن لنا إلى أي مدى يمكن للثالوث الأقدس أن يذهب لكي يخلصنا. فهذه الآلام تشهد لعظمة المحبة والبذل الإلهيين، وتستحق شكرنا وطاعتنا ومديحنا.

في هذا الدرس، سنعرّف آلام وموت يسوع بالفترة الممتدة من وصوله إلى أورشليم حتى دفنه في القبر بعد موته. ومع أن هذه المرحلة من حياة يسوع دامت مدة أسبوع فقط، إلا أنها تضمنت العديد من الأحداث ذات المغزى العميق. مرة أخرى، سنبدأ بخلاصة موجزة عن تلك المرحلة.

حوالي سنة 30 ميلادية، ذهب يسوع إلى أورشليم لحضور عيد الفصح. وعندما اقترب من المدينة راكبا على جحش ابن أتان، عرفه العديد من الناس هناك وهتفوا له كملك إسرائيل. ولهذا السبب، دُعي دخوله إلى المدينة بدخوله الظافر. نقرأ عن ذلك في متى 21: 1-11؛ ومرقس 11: 1-11؛ ولوقا 19: 28-44؛ ويوحنا 12: 12-19.

بعد دخوله أورشليم، غضب يسوع من الصيارفة في الهيكل، فقام بعمل إدانة نبوي، وأصدر حكماً ملكياً بقلب موائدهم وطردهم من الهيكل. وتسجل الأناجيل تطهير الهيكل هذا في متى 21: 12-17؛ ومرقس 11: 15-18؛ ولوقا 19: 45-48. وفي الأيام التي تلت ذلك، تجادل يسوع مع السلطات الدينية وعلم كل من جاء ليسمعه.

ثم في الليلة التي سبقت عيد الفصح اليهودي، اجتمع يسوع مع تلاميذه وتناول معهم وجبته الأخيرة، أو ما يسمى بالعشاء الأخير. خلال هذا العشاء، أسس يسوع عشاء الرب كذكرى وشركة مستمرة إلى حين رجوعه ثانية. وقد تم تسجيل هذا الحدث في متى 26: 17-30؛ ومرقس 14: 12-26؛ ولوقا 22: 7-23. في تلك الليلة نفسها، علّم يسوع تلاميذه العديد من التوجيهات، وهو ما عُرف هنا “بخطابه الوداعي”، وهو مسجل في يوحنا 13: 16، كما وجههم أيضاً من خلال صلاته الكهنوتية في يوحنا 17.

في الأمسية ذاتها، مضى يهوذا ليشي بيسوع، كما سبق وخطط مع القادة الدينيين اليهود في لوقا 22: 3-4، ويوحنا 13: 27-30. بعد ذلك، مضى يسوع وبقية التلاميذ إلى بستان الزيتون، وبينما كان يسوع يصلي أرشد يهوذا مجموعة من القادة الدينيين اليهود والجنود إلى البستان واعتقلوا يسوع. ثم حُكم عليه أمام رئيس الكهنة اليهودي قيافا والقيادة اليهودية، ثم أخضعوه للمحاكمة أمام الحاكم الروماني بيلاطس والأمير اليهودي هيرودس. وفي تلك الظروف الصعبة، تخلى عنه تلاميذه، وأنكره بطرس ثلاث مرات. أما يسوع فقد ضُرب وسُخر منه وحُكم عليه بالموت. وقد سُجلت تلك الأحداث في متى 26: 31-27: 31؛ ومرقس 14: 32-15: 20؛ ولوقا 22: 39-23: 25؛ ويوحنا 18: 1-19: 16.

صُلب يسوع صباح اليوم الذي تلا اعتقاله. وثبت جسده بمسامير ورفع على الصليب حيث بقي معلقاً عليه حتى مات. وفي سط آلامه المبرحة ومعاناته، وعد يسوع اللص التائب بالرحمة، وأوصى بالعناية بأمه، وطلب الغفران للذين حكموا عليه بالموت. وفي حوالي الساعة الثالثة بعد الظهر صرخ إلى الله صرخة مدوية وأسلم الروح. وهذه الأحداث سُجلت في متى 27: 32-54؛ وفي مرقس 15: 21-39؛ وفي لوقا 23: 26-47؛ وفي يوحنا 19: 16-30. حدثت في ذلك الوقت زلزلة في الأرض، وانشق حجاب الهيكل من الأعلى إلى الأسفل. وبعد أن طعنه جندي روماني بحربة في جنبه كي يتحقق من موته، أُنزل جسد يسوع عن الصليب. ولأن حلول السبت دنا مع المغيب، أسرع عدد من أتباعه لتكفين جسده تحضيراً للدفن، ومن ثم وضعوه في القبر. لقد تم تسجيل ذلك في متى 27: 51-61؛ وفي مرقس 15: 38-47؛ وفي لوقا 23: 44-56؛ وفي يوحنا 19: 34-42.

نبحث في موضوع آلام يسوع وموته بالتركيز على ثلاثة أحداث في تلك الفترة وهي: دخوله الظافر إلى أورشليم، تأسيسه عشاء الرب، وصلبه. لنبحث أولاً في دخول يسوع الظافر إلى أورشليم.

الدخول الظافر

لقد دخل يسوع أورشليم راكباً على جحش ابن أتان كي تتحقق نبوة زكريا الفصل التاسع. كان للحمار دلالته، فقد اعتاد الملوك أن يمتطوه في أوقات السلم، عندما لم يكن هناك ما يهددهم. وقد كان هناك قصد وراء هذا العمل الرمزي: وهو إظهار ثقة يسوع بكونه الملك الحقيقي لإسرائيل؛ فيثبّت أولئك المؤمنين برسالة ملكوته، ويوبخ الذين لا يؤمنون.

عندما اقترب يسوع من المدينة، بدأ الناس يتعرفون إليه ويرحبون به. ولكي يكرموه، فرشوا الطريق بسعف النخل وبثيابهم، ومجدوه بأصوات عالية. كما نقرأ في مرقس 11: 9-10:

وَالَّذِينَ تَقَدَّمُوا، وَالَّذِينَ تَبِعُوا كَانُوا يَصْرُخُونَ قَائِلِينَ: أُوصَنَّا! مُبَارَكٌ الآتِي بِاسْمِ الرَّبِّ! مُبَارَكَةٌ مَمْلَكَةُ أَبِينَا دَاوُدَ الآتِيَةُ بِاسْمِ الرَّبِّ! أُوصَنَّا فِي الأَعَالِي. (مرقس 11: 9-10)

لكن لم يرحب الجميع بيسوع. فقد نبذه وعارضه القادة اليهود، كالكهنة ومعلمي الشريعة، أولئك الذين كان يفترض أن يكونوا أكثر الناس فرحاً بقدومه. وبمعارضتهم لمسيح الله، أثبتوا أنهم معارضون لله وعمله. لنستمع إلى كلام يسوع لأورشليم عندما دخل المدينة، وهي مسجلة في لوقا 19: 42-44:

إِنَّكِ لَوْ عَلِمْتِ أَنْتِ أَيْضاً، حَتَّى فِي يَوْمِكِ هذَا، مَا هُوَ لِسَلاَمِكِ! وَلكِنِ الآنَ قَدْ أُخْفِيَ عَنْ عَيْنَيْكِ. فَإِنَّهُ سَتَأْتِي أَيَّامٌ وَيُحِيطُ بِكِ أَعْدَاؤُكِ بِمِتْرَسَةٍ … وَلاَ يَتْرُكُونَ فِيكِ حَجَراً عَلَى حَجَرٍ، لأَنَّكِ لَمْ تَعْرِفِي زَمَانَ افْتِقَادِكِ. (لوقا 19: 42-44)

هذا الرفض استمر مع استمرار القادة الدينيين في القسم الأول من الأسبوع الأخير بطرح كل أنواع الأسئلة على يسوع محاولين التشكيك بمصداقيته أمام الناس. كما حاولوا تحريض السلطات الرومانية ضده، وتحدّوا هوية يسوع وسلطانه كالمسيح مرات عدة.

في دخوله الظافر والأيام التي تلت ذلك، مدح الناس يسوع وقبلوه بينما القادة اليهود رفضوه. لماذا كان للناس ردّات الفعل تلك من نحوه؟ في الحقيقة، يمكننا أن نفهم ذلك على مستويات مختلفة. أولا، أصحاب السلطة عندهم الكثير ليخسروه. وهناك اتجاه عام نحو القوة والسلطان. إنها الطبيعة البشرية، والقادة اليهود لم يكونوا مختلفين عن غيرهم. فأصحاب السلطة يريدون أن يتمسكوا بها، ويسوع جاء كتهديد لسلطانهم. فهم فهموا ملكوت الله كطريق ضيق، بطريقة قومية، وعرقية، وعشائرية، وكان عندهم الكثير ليخسروه. وكما قيل لمريم في إنجيل لوقا، هذا الطفل وُضِعَ لِسُقُوطِ وَقِيَامِ كَثِيرِينَ فِي إِسْرَائِيلَ، وَلِعَلاَمَةٍ تُقَاوَمُ. ويبدأ إنجيل يوحنا بأن النور أتى إلى العالم والظلمة لم تقبله، وبعض الترجمات تقول: لم تفهمه، لكني أعتقد أن المعنى هو “لم تغلبه”. جاء يسوع نورا للعالم ، وكانت الخسارة محتومة على الظلمة. لذلك أظهر القادة اليهود العداء. لكن يجب أيضاً أن نتذكر أن الأمر لم يدم طويلا، فبعد الأسبوع المقدس كما ندعوه، طالب الجميع، حتى الجموع التي تبعت يسوع، بإطلاق باراباس بدل يسوع. فيسوع لم يحقق توقعات الشعب ويفعل ما أرادوا من الله أن يقوم به. بل بدل ذلك، جاء ليظهر ما صمم الله أن يفعله، وهذا يعني تهديداً لاستقلاليتنا، ولحكمنا الذاتي. فنحن لا نرغب في ان نموت عن ذواتنا لذلك هدد يسوع بقلب إراداتنا الذاتية، ولهذا السبب رفض يسوع المسيح في النهاية على المستوى البشري. [ق. مايكل غلودو]

بعد أن نظرنا في دخول يسوع الظافر إلى أورشليم، ننتقل الآن إلى الحدث الرئيسي الثاني في أسبوع الآلام والموت وهو: تأسيس عشاء الرب.

عشاء الرب

كما ذكرنا، فإن آلام يسوع وموته حدثا أثناء أسبوع الفصح. ولهذا فإن أحد الأمور التي فعلها يسوع خلال هذا الأسبوع هو تناول الفصح مع تلاميذه. لقد فعل ذلك تماماً قبل اعتقاله وصلبه، ويعرف هذا الحدث عامة “بالعشاء الأخير”.

خلال العشاء الأخير، فعل يسوع أمراً مميزاً جداً ما زال المسيحيون يحيون ذكراه حتى اليوم. فقد أسس عشاء الرب كسر مسيحي أو فريضة مسيحية.

كما ذكرنا، كان العشاء الأخير وجبة طعام فصحية. وكان تذكاراً لحقيقة إنقاذ الله لشعب إسرائيل من العبودية في مصر. لكن في نهاية هذا الفصح، لجأ يسوع إلى استخدام رمز الفصح ليلفت الانتباه لعمله كالمسيح. واستخدم بالتحديد عنصرين من العشاء: الخبز غير المختمر وكأس خمر، لكنه أضاف إليهما معنىً جديداً. ووفقاً للوقا 22: 17-20، ربط يسوع الخبز بجسده الذي كان على وشك أن يقدمه لله ذبيحة تكفّر عن الخطية، وربط كأس الخمر بدمه الذي كان أيضاً جزءاً من تلك الذبيحة عينها. وعندما نجمع ما بين التعليم الذي جاء في متى 26: 29، ومرقس 14: 25، مع التعليم الذي ورد في لوقا 22: 19، نرى أن يسوع علم تلاميذه أن يستخدموا هذين العنصرين كتذكار دائم له، إلى حين عودته لإتمام العمل الذي قد بدأه.

وصف عشاء الرب غالباً في التقليد المسيحي بأنه كلام يسوع المنظور، بسبب تقديمه برهاناً مرئياً لما حدث على الصليب. فالخبز المكسور والخمر المسكوب يشيران إلى المسيح الذي سمّر جسده على الصليب، وسفك دمه عنا والطريقة التي تعمل فيها هذه الرمزية أو هذا السر، هو أنه يعود بنا إلى المسيح ليسمح لنا بالاشتراك ببركات موته عن طريق الأكل والشرب كتذكار لكل ما فعل من أجلنا. وبمعنى يشعر كل المؤمنين بوجود قوة روحية عظيمة تحصل عندما نأكل ونشرب منه، أي عندما نشترك بكل ما فعله المسيح من أجلنا. [د. سايمن فايبرت]

هناك ناحيتان لمعنى عشاء الرب يجب أن نذكرهما بالتحديد، بدءاً من الإشارة إلى كفارة المسيح.

الكفارة

إن الرمز الأساسي لعشاء الرب سهل الفهم. فالخبز يشير إلى جسد يسوع، والخمر يشير إلى دمه. لكن لماذا هذان العنصران مهمان؟ لأن جسده قد بذل عنا، وفقاً للوقا 22: 19، ودمه يُسْفَكُ مِنْ أَجْلِ كَثِيرِينَ لِمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا، كما نقرأ في متى 26: 28. بمعنى آخر، جسده ودمه مهمان لأنهما ما قدمه يسوع لله على الصليب، لكي يكفّر عن خطايانا. وسنستكشف هذا الموضوع بلمحة موجزة عندما نناقش موضوع الصلب.

أما الناحية الثانية لمعنى عشاء الرب التي سنشير إليها فهي تدل على تدشينه للعهد الجديد.

العهد الجديد

استمع إلى ما قاله يسوع في لوقا 22: 20.

وَكَذلِكَ الْكَأْسَ أَيْضاً بَعْدَ الْعَشَاءِ قَائِلاً: هذِهِ الْكَأْسُ هِيَ الْعَهْدُ الْجَدِيدُ بِدَمِي الَّذِي يُسْفَكُ عَنْكُمْ. (لوقا 22: 20)

هنا يشير يسوع إلى تجديد العهد الذي تنبأ به النبي إرميا في 31: 31-34.

إن العهد الجديد هو الضمانة والتجديد لوعود العهد التي وعد بها الله مسبقاً في أيام آدم ونوح وإبراهيم وموسى وداود. وهذه العصور السابقة لعهد الله عبرت عن لطف الله نحو شعبه، لكنها تطلبت أيضاً طاعتهم المخلصة، وتضمنت وعوداً بالبركة لأولئك الذين يطيعون الله ولعنة على الذين يعصونه. وبصفته المسيح كان يسوع مدير المرحلة الأخيرة من عهد الله مع شعبه، تلك المرحلة التي صُدق فيها على العهد أو خُتم بسفك دماه. كما نقرأ في عبرانيين 9: 15:

وَلأَجْلِ هذَا هُوَ وَسِيطُ عَهْدٍ جَدِيدٍ، لِكَيْ يَكُونَ الْمَدْعُوُّونَ إِذْ صَارَ مَوْتٌ لِفِدَاءِ التَّعَدِّيَاتِ الَّتِي فِي الْعَهْدِ الأَوَّلِ ­ يَنَالُونَ وَعْدَ الْمِيرَاثِ الأَبَدِيِّ. (عبرانيين 9: 15)

الآن بعد أن نظرنا في موضوع دخول يسوع الظافر وتأسيسه عشاء الرب، صرنا مستعدين للانتقال إلى موضوع الصلب.

الصلب

كان الصلب أحد أشكال الإعدام التي استخدمت في الإمبراطورية الرومانية القديمة. كان يُربط المحكومون على صليب أو يسمّروا عليه، كما هي الحال بالنسبة ليسوع، ثم يُرفعون على الصليب حتى يموتوا. كان صلب يسوع فريداً، فهو موت كفاري عن الخطية. فقد كان عليه أن يموت طوعاً من أجل شعبه، كما نقرأ في عبرانيين 9: 11-28.

يمكن الإشارة إلى العديد من العقائد المرتبطة بموضوع الصلب، إلا أننا سنكتفي بذكر اثنين منها إسناد خطيتنا إلى يسوع، وحقيقة موته كنتيجة للدينونة الإلهية على الخطية. سنبدأ بفكرة الإسناد.

الإسناد

الإسناد يعني ببساطة أن ننسب إلى أو نحسب على. لكن عندما نتحدث عن إسناد خطيتنا إلى يسوع على الصليب، فنحن نشير بذلك إلى العمل الذي من خلاله نسب الله إثم الخطاة إلى شخص يسوع. من هنا إسناد خطيتنا إلى يسوع على الصليب، يعني أن الله ألقى عليه مسؤولية خطايانا. فيسوع لم يخطئ فعلياً أبداً، ولم يعرف شخصه أبداً فساد الخطية. ولكن من الناحية القانونية، حسب الله يسوع مسؤولاً شخصياً عن كل خطية أسندت إليه.

استمراراً لنماذج الذبائح التي ذكرها العهد القديم تكفيراً عن الخطية، قدم يسوع نفسه على الصليب نيابة عن شعبه. وتتحدث الرسالة إلى العبرانيين عن ذلك بإسهاب في الفصلين 9 و10. ويظهر دور المسيح كبديل عنا من حقيقة أن الكتاب المقدس غالباً ما يشير إليه بصفته ذبيحتنا، ونرى ذلك في رومية 3: 25؛ وأفسس 5: 2؛ و1 يوحنا 2: 2. ولهذا السبب أيضاً دعي بالفدية في أماكن مثل متى 20: 28؛ و1 تيموثاوس 2: 6؛ وعبرانيين 9: 15.

قبل أن تُسند خطايانا إليه، كان يسوع بلا لوم وكاملاً. لكن على الرغم من غرابة الأمر، فعندما حسبت خطيتنا عليه، نظر إليه الله كمذنب في كل الخطايا التي نسبت إليه. هذا ما تحدث عنه بولس الرسول في 2 كورنثوس 5: 21، عندما قال:

لأَنَّهُ جَعَلَ الَّذِي لَمْ يَعْرِفْ خَطِيَّةً، خَطِيَّة لأجلنا. (2 كورنثوس 5: 21)

عندما نسأل: “هل من العدل والإنصاف أن ينسب الله خطيتنا إلى المسيح؟” نبدأ نفكر بمنظار المحكمة البشرية: “هل يجوز أن نضع ذنب شخص على آخر في قضية قتل؟” الإجابة “كلا”. فعلى مستوى العدالة البشرية هذا لا يجوز، كذلك لا يجوز على مستوى العدالة الإلهية. إن عدالة الله هي عدالة كاملة، لأن كل ما يقوم به الله صواب. ويخبرنا الكِتاب المُقدَّس لماذا نسبة خطايانا إلى يسوع البريء صواب. فعلى سبيل المثال، لو اختار الله أحدهم عشوائياً ووضع عليه ذنبا ارتكبه غيره، فهذا لا يجوز، ويعاكس مقياس البرّ الذي يطلبه الله. لكن ماذا لو قرر الله من قبل خلق الكون أن يفدي البشرية الخاطئة بواسطة ابنه، الذي يمكنه وحده أن يحمل خطيتنا ويكفّر عنها، بسبب برّه الكامل، وطاعته الكاملة؟ في هذه الحالة يجوز ذلك، ولا يُعتبر الأمر ظلما شرط أن يقوم الابن يسوع المسيح بحمل ذنبنا بكامل حريته وبلا إرغام. وهذا الأمر يظهر بوضوح في قول يسوع في الأناجيل: “لَيْسَ أَحَدٌ يَأْخُذُهَا مِنِّي، بَلْ أَضَعُهَا أَنَا مِنْ ذَاتِي عن الخراف”. في محبة الابن لنا وبذله نفسه بحرية كاملة من أجلنا نفهم أن عدالة الله تظهر بأكمل صورتها في خطته الكاملة لفداء البشر الخطاة بواسطة ابنه الوحيد الذي يقدّم حياته طوعاً ويحمل خطيتنا ليكون لنا سلام مع الله. عدالة الله كاملة. وقد ظهرت بأبهى صورة على الصليب. [د. آلبرت مولر]

الآن وقد بحثنا في موضوع إسناد خطيتنا إلى المسيح، لننتقل إلى الموضوع الثاني المرتبط بالصلب: الدينونة الإلهية.

الدينونة

الموت البشري هو دائماً دينونة إلهية على الخطية. نرى ذلك في تكوين 3: 17-19؛ وحزقيال 18: 4؛ ورومية 5: 12-21. لقد دخل الموت إلى الجنس البشري عندما ارتكب آدم الخطية كما ورد في تكوين الفصل الثالث. واستمر الموت منذ ذلك الحين لأن خطية آدم قد أسندت إلينا.

كان موت يسوع أيضاً دينونة إلهية على الخطية. فلو أن الله لم يضع إثمنا عليه ما كان ليموت. لكن عندما أُسندت خطيتنا إليه على الصليب، لم يغدُ موته فقط ممكناً، بل صار ضرورياً. تلك كانت الاستجابة الوحيدة العادلة لله أمام هذه الخطية المريعة.

كجزء من هذه الدينونة، بقي يسوع تحت سلطة الموت حتى اليوم الثالث قبل قيامته. إلا أن الخبر السار هو أنه حمل دينونة الله الكاملة على خطايانا، بحيث لم يعد هناك أي حكم إلهي يتهددنا. وكما قال يسوع في يوحنا 5: 24:

إنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ. (يوحنا 5: 24)

إن كان على أن أعرّف الخطية، لقدمت عنها نظرة ملتوية. لكن مفهوم الله عن الخطية وجديتها الذي يقوده إلى دينونتها هو أفضل خبر يمكن أن أتلقاه. أنا لا أحب أن أنظر إلى خطيتي؟ لا أحب نتائجها في حياتي أو في العالم. لكن ما لم يدن الله الخطية، فلن يتم التعامل معها أبداً كما يجب. أنا سأحاول أن أجد أي طريقة لكي أتهرب من طبيعة خطيتي. لكن دينونة الله تعني انه يعرف طبيعة خطيتي وما الذي ارتكبته، ولكن أيضاً ما تفعله الخطية حولي وفيّ. فالرب بموته وتقديمه نفسه ذبيحة ليسد تلك الحاجات والصعوبات والمشاكل هو الجواب الوافي على مشكلة خطيتي. ودون تلك الدينونة، دون ذلك المفهوم والتعامل البار مع الخطية، لن يكون هناك فداء. من هنا كفارة المسيح هي الخبر السار الوحيد الموجود. وكل ديانة أخرى في العالم حاولت أن تتعامل مع ما يُسمى خطية، بالتخلص منها أو تهذيبها أو القول إنها غير موجودة، أو إنكار الجسد. لكن يسوع جاء بدينونته العادلة، وأخذ كل ذلك على نفسه في الصليب. فبالنسبة إلى المسيحيين وإلى الجميع هذا أفضل خبر. [د. بِل يوري]

يسوع هو كلمة الله المتجسد. هو كلمة الله الذي صار بشرا. الكلمة الذي كان مع الله. هو الابن الذي جاء من قلب الآب ليعلن الآب. ومن المهم أن نتذكر ذلك، لأنه حينها، عندما نراه يبذل حياته على الصليب، يحمل عنا الدينونة، دينونة الله على خطايانا ودينونتنا نحن في حياته، فإن الله نفسه في الابن هو الذي يحمل دينونته على خطيته في وجه عصياننا وخيانتنا لله. لكن ما هو الخبر السار؟ الله يحبنا كثيرا لدرجة أنه لن ينتظرنا ليدفع عنا ثمن خطايانا لكي نعرفه. لن ينتظرنا حتى يسد الفجوة التي تفصلنا عنه. لكنه يأتي إلينا ويحمل في شخصه بشاعة وحقارة وإثم وشر خطايانا لكي يتمكن لاحقا أن يسكب من نفسه ليس فقط غفرانه بل أيضاً حضوره الإلهي وحياته الإلهية ومحبته الإلهية في قلوبنا. وهذا هو الخبر السار. [د. ستيف بليكمور]

تناولنا حتى الآن في هذا الدرس، وظيفة يسوع كالمسيح أو المسيا خلال ثلاث فترات زمنية وهي: الولادة والاستعداد، خدمته العلنية وآلامه وموته. ونحن الآن على استعداد لنتناول موضوعنا الأخير وهو: فترة تمجيد يسوع كالمسيح.

  • دليل الدراسة
  • الكلمات المفتاحية

القسم الثالث: الآلام والموت

مخطط لتدوين الملاحظات

III. الآلام والموت

أ. الدخول الظافر

ب. عشاء الرب

1. الكفارة

2. العهد الجديد

ج. الصلب

1. الإسناد

2. الدينونة

أسئلة المراجعة

1. ما الذي يعنيه اللاهوتيون بحديثهم عن “آلام” يسوع؟
2. في أي المناسبات كان الملك يستخدم الحمار في أيام العهد القديم؟
3. أي الاحتفالات اليهودية كان يسوع يتذكر عندما قام بالعشاء الأخير؟
4. بحسب لوقا 22: 20، كان العشاء الأخير بمثابة الافتتاح لـ “_____________ الجديد.”
5. كيف يموت عادة الشخص المصلوب؟
6. ما الذي يعنيه “إسناد” خطايانا، عندما نتحدث عما صنعه المسيح لأجلنا؟
7. ما ضرورة موت يسوع؟

أسئلة تطبيقية

1. هل تشارك بانتظام في عشاء الرب؟ ماذا يعني لك الأمر بشكل شخصي؟
2. أي جزء من آلام يسوع وموته يلمس مشاعرك بشكل خاص؟ لماذا؟
3. كيف تشعر عندما تعرف أن يسوع أخذ عنك العقاب وتألم من أجل خطاياك؟

AJAX progress indicator
Search: (clear)
  • الثالوث
    تعبير لاهوتي يُستخدم للتعبير عن حقيقة أن الله جوهر واحد في ثلاثة أقانيم
الاختبارات
نؤمن بيسوع - الدرس الثاني - الامتحان الثالث
Previous القسم
Back to الدرس
Next القسم

انجازك في الدورة

0% Complete
0/42 Steps

محتوى الدورة الدراسية

الدورة Home عرض الكل
ابدأ هنا- مخطط الدورة الدراسية
الدرس الأول: الفادي
7 الأقسام | 6 الاختبارات
تحضير الدرس الأول
نؤمن بيسوع – الدرس الأول – القسم الأول
نؤمن بيسوع – الدرس الأول – القسم الثاني
نؤمن بيسوع – الدرس الأول – القسم الثالث
نؤمن بيسوع – الدرس الأول – القسم الرابع
الأسئلة التعبيرية
الأسئلة المقالية
الدرس الثاني: المسيح
7 الأقسام | 6 الاختبارات
تحضير الدرس الثاني
نؤمن بيسوع – الدرس الثاني – القسم الأول
نؤمن بيسوع – الدرس الثاني – القسم الثاني
نؤمن بيسوع – الدرس الثاني – القسم الثالث
نؤمن بيسوع – الدرس الثاني – القسم الرابع
الأسئلة التعبيرية
الأسئلة المقالية
الدرس الثالث: النبي
6 الأقسام | 5 الاختبارات
تحضير الدرس الثالث
نؤمن بيسوع – الدرس الثالث – القسم الأول
نؤمن بيسوع – الدرس الثالث – القسم الثاني
نؤمن بيسوع – الدرس الثالث – القسم الثالث
الأسئلة التعبيرية
الأسئلة المقالية
الدرس الرابع: الكاهن
6 الأقسام | 5 الاختبارات
تحضير الدرس الرابع
نؤمن بيسوع – الدرس الرابع – القسم الأول
نؤمن بيسوع – الدرس الرابع – القسم الثاني
نؤمن بيسوع – الدرس الرابع – القسم الثالث
الأسئلة التعبيرية
الأسئلة المقالية
الدرس الخامس: الملك
6 الأقسام | 6 الاختبارات
تحضير الدرس الخامس
نؤمن بيسوع – الدرس الخامس – القسم الأول
نؤمن بيسوع – الدرس الخامس – القسم الثاني
نؤمن بيسوع – الدرس الخامس – القسم الثالث
الأسئلة التعبيرية
الأسئلة المقالية
الدرس السادس: القراءات المطلوبة
3 الأقسام | 4 الاختبارات
متطلبات القراءة 1
متطلبات القراءة 2
متطلبات القراءة 3
العودة إلى نؤمن بيسوع

Copyright © 2021 · Education Pro 100fold on Genesis Framework · WordPress · Log in