مساقات عبر الإنترنت Online Courses

  • التسجيل
  • تسجيل الدخول
الرئيسية / الدورات الدراسية / الأناجيل / الدرس الرابع: الإنجيل بحسب لوقا

الأناجيل – الدرس الرابع – القسم الثاني

الدورات الدراسية الأناجيل الدرس الرابع: الإنجيل بحسب لوقا الأناجيل – الدرس الرابع – القسم الثاني
الدرس Progress
0% Complete
 
  • الفيديو
  • الملف الصوتي
  • النص

البنية والمحتوى
بدايات يسوع
الإعلانات عن الولادة

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/video/aGOS04_06.mp4

الولادة والطفولة
تعرف يوحنا إلى يسوع

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/video/aGOS04_07.mp4

الإثباتان بأن يسوع هو ابن الله

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/video/aGOS04_08.mp4
موضوعات ذات صلة
What characterizes the kingdom of God in Luke's gospel?

خدمة يسوع في الجليل
موعظة يسوع في الناصرة
تعليمه ومعجزاته

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/video/aGOS04_09.mp4
موضوعات ذات صلة
Why did Jesus demonstrate mercy during his earthly ministry?

يوحنا المعمدان
التعاليم والمعجزات
إعداد يسوع الرسل الاثني عشر

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/video/aGOS04_10.mp4
موضوعات ذات صلة
Why did Jesus need to be baptized?

رحلة يسوع إلى أورشليم
طبيعة التلمذة

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/video/aGOS04_11.mp4

الصراع المتزايد
كلفة التلمذة
التزام يسوع

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/video/aGOS04_12.mp4
موضوعات ذات صلة
Why did the Jews hate Jesus so much?

خدمة يسوع في أورشليم وجوارها
صلب يسوع وقيامته

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/video/aGOS04_13.mp4
موضوعات ذات صلة
Why didn't the Jews recognize that Jesus was the Messiah?

القبض على يسوع ومحاكمته
القيامة والصعود

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/video/aGOS04_14.mp4
  • البنية والمحتوى
    بدايات يسوع
    الإعلانات عن الولادة
  • الولادة والطفولة
    تعرف يوحنا إلى يسوع
  • الإثباتان بأن يسوع هو ابن الله
  • خدمة يسوع في الجليل
    موعظة يسوع في الناصرة
    تعليمه ومعجزاته
  • يوحنا المعمدان
    التعاليم والمعجزات
    إعداد يسوع الرسل الاثني عشر
  • رحلة يسوع إلى أورشليم
    طبيعة التلمذة
  • الصراع المتزايد
    كلفة التلمذة
    التزام يسوع
  • خدمة يسوع في أورشليم وجوارها
    صلب يسوع وقيامته
  • القبض على يسوع ومحاكمته
    القيامة والصعود

البنية والمحتوى
بدايات يسوع
الإعلانات عن الولادة

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/audio/aGOS04_06.mp3

الولادة والطفولة
تعرف يوحنا إلى يسوع

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/audio/aGOS04_07.mp3

الإثباتان بأن يسوع هو ابن الله

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/audio/aGOS04_08.mp3
Related Audio What characterizes the kingdom of God in Luke's gospel?

خدمة يسوع في الجليل
موعظة يسوع في الناصرة
تعليمه ومعجزاته

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/audio/aGOS04_09.mp3
Related Audio Why did Jesus demonstrate mercy during his earthly ministry?

يوحنا المعمدان
التعاليم والمعجزات
إعداد يسوع الرسل الاثني عشر

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/audio/aGOS04_10.mp3
Related Audio Why did Jesus need to be baptized?

رحلة يسوع إلى أورشليم
طبيعة التلمذة

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/audio/aGOS04_11.mp3

الصراع المتزايد
كلفة التلمذة
التزام يسوع

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/audio/aGOS04_12.mp3
Related Audio Why did the Jews hate Jesus so much?

خدمة يسوع في أورشليم وجوارها
صلب يسوع وقيامته

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/audio/aGOS04_13.mp3
Related Audio Why didn't the Jews recognize that Jesus was the Messiah?

القبض على يسوع ومحاكمته
القيامة والصعود

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/audio/aGOS04_14.mp3
  • البنية والمحتوى
    بدايات يسوع
    الإعلانات عن الولادة
  • الولادة والطفولة
    تعرف يوحنا إلى يسوع
  • الإثباتان بأن يسوع هو ابن الله
  • خدمة يسوع في الجليل
    موعظة يسوع في الناصرة
    تعليمه ومعجزاته
  • يوحنا المعمدان
    التعاليم والمعجزات
    إعداد يسوع الرسل الاثني عشر
  • رحلة يسوع إلى أورشليم
    طبيعة التلمذة
  • الصراع المتزايد
    كلفة التلمذة
    التزام يسوع
  • خدمة يسوع في أورشليم وجوارها
    صلب يسوع وقيامته
  • القبض على يسوع ومحاكمته
    القيامة والصعود

البنية والمحتوى

ذَكَرنا في دروسٍ سابقةٍ في هذه السلسلةِ، أن الأناجيلَ الأربعةَ تناولتْ كلُّها حياةَ يسوعَ بتسلسلٍ زمنيٍّ إلى حدٍّ بعيدٍ. لكن على نطاقٍ أضيقَ، رتَبت تلكَ الأناجيلُ أحياناً قِصَصَها عن يسوعَ وَفْقَ مبادئَ متفاوتةٍ. على سبيلِ المثالِ، رأينا كيف أن متى ومَرقُس رتّبا موادَهما أحياناً وَفْقَ مواضيعَ محدّدةٍ. بينما في المقابلِ، رتبَ لوقا إنجيلَه وَفْقَ المواقعِ الجُغرافيةِ.

من أجل أغراضنا في هذا الدرس، سنقسم إنجيل لوقا إلى ستة أجزاء: مقدمة قصيرة في ۱: ۱-٤، تتبعها خمس مجموعات رئيسية من القصص:

  • التقسيم الرئيسي الأول من الإنجيل يصف بدايات يسوع ويركّز على منطقة اليهودية ونهر الأردن. ويمتد هذا الجزء من ۱: ٥-٤: ۱۳.
  • يروي لنا التقسيم الرئيسي الثاني خدمة يسوع في الجليل وهو يمتد من ٤: ۱٤-٩: ٥۰.
  • يخبرنا التقسيم الثالث الرئيسي عن رحلة يسوع إلى أورشليم وذلك من ٩: ٥۱-۱٩: ۲٧.
  • يروي لنا التقسيم الرابع خدمة يسوع في أورشليم وجوارها من ۱٩: ۲٨-۲۱: ۳٨.
  • أخيراً، يروي لنا التقسيم الخامس والأخير من إنجيل لوقا قصة صلب يسوع وقيامته خارج أورشليم، الموجودة في ۲۲: ۱-۲٤: ٥۳.

بما أنه سبق لنا وتناولنا مقدمة لوقا، سنركّز انتباهنا على التقسيمات الخمس الرئيسية لرواية لوقا بدءاً من بدايات يسوع في لوقا ۱: ٥-٤: ۱۳.

بدايات يسوع

يبدأ سجل لوقا لبدايات يسوع قبل وقت قصير من ولادة يسوع، ويغطي حياته كاملة قبل خدمته العامة.

وهَمُّ لوقا الأول في هذه الفصول هو أن يبيّن أن يسوع هو ابن الله وابن داود، جاعلاً إياه إلهاً كاملاً وإنساناً كاملاً. علاوة على ذلك، كابن داود، كان يسوع أيضاً المشيح أو المسيح، الشخص الذي يقدّم الخلاص إلى العالم عن طريق المجيء بملكوت الله إلى الأرض.

في كل هذه الرواية، أشار لوقا باستمرار إلى وعود الله في العهد القديم، لكي يبيّن أن الله كان يحقق تلك الوعود من خلال يسوع. وبالتالي، الطريقة الوحيدة لكي نكون أمناء لله ونرث بركات ملكوته هي من خلال قبول يسوع كملك ومخلّص.

يمكن تقسيم هذه الفصول إلى أربعة أجزاء رئيسية: إعلانان عن ولادة طفلين، يوحنا المعمدان ويسوع؛ ولادتهما وطفولتهما المتشابهتان؛ تَعَرُّف يوحنا إلى يسوع؛ الإثباتان بأن يسوع هو ابن الله. لنبدأ بالإعلانَين عن ولادة طفلَين، في لوقا ۱: ٥-٥٦.

الإعلانات عن الولادة

إنه لأمر له دلالته، أن يبدأ لوقا إنجيله بظهور الملاك جبرائيل. فقبل مئات السنين، أعلن جبرائيل في الفصل 9 من دانيال أن سبي إسرائيل سيستمر لمئات السنين، وسيبقون في العبودية طالما هم تحت دينونة الله. لكن في إنجيل لوقا، أعلن جبرائيل أن زمن الدينونة هو على وشك الانتهاء.

في لوقا ۱: ٥-۲٥، تنبأ جبرائيل عن ولادة يوحنا المعمدان. زار جبرائيل الكاهن زكريا في اليهودية، وأخبره أن زوجته العاقر أليصابات ستلد ابناً بمعجزة. وأنه عليهما أن يسميّاه يوحنا. وأنه سيمتلئ من الروح القدس منذ ولادته، ويخدم بروح النبي العظيم إيليا ليعدّ الطريق أمام خلاص الله. في البداية شكّك زكريا برسالة جبرائيل، لذلك ضُرب بالخرس حتى ولادة ابنه.

ربط لوقا الإعلان عن ولادة يوحنا مع إعلان جبرائيل الأعظم في لوقا ۱: ۲٦-۳٨. فقد أخبر جبرائيل مريم بأن الله سوف يكوّن ابناً في أحشائها بعمل الروح القدس. وابن الله هذا سيُدعى يسوع أي “المخلّص”. وعلاوة على ذلك، سوف يرث عرش جدّه داود، أي أنه سيكون المسيح الموعود، حفيد داود العظيم الذي سيأتي بخلاص ملكوت الله الأبدي إلى الأرض.

ولما كانت مريم نسيبة لأليصابات، قامت بزيارتها في اليهودية لتخبرها بأنها حُبلى. ونقرأ عن هذه الزيارة في لوقا ۱: ۳٩-٥٦. عندما حيّت مريم أليصابات، قفز الجنين يوحنا فرحاً في رحم أمه، وامتلأت أليصابات مباشرة بالروح القدس وفهمت ردّ فعل طفلها. باركت أليصابات مريم ودعت ابن مريم ربها. وردّت عليها مريم بنشيدها الشهير المعروف بـ”نشيد مريم”، في لوقا ۱: ٤٦-٥٥، معبّرة عن فرحتها العظيمة بالخلاص الآتي من خلال طفلها.

بعد الإعلانين عن ولادة الطفلين، قارن لوقا بين ولادتَي يوحنا ويسوع وطفولتَهما في لوقا ۱: ٥٧-۲: ٥۲.

الولادة والطفولة

يمكن أن نجد سجل لوقا عن ولادة يوحنا وطفولته في لوقا ۱: ٥٧-٨۰. وُلد يوحنا من أبوَين متقدمَين في السن. وعندما قدّماه في الهيكل في اليوم الثامن ليُختتن، استعاد أبوه صوته. في ذلك الوقت امتلأ زكريا بالروح القدس وتنبأ بأن ابنه سيعدّ الطريق أمام المسيح الموعود، ابن دواد العظيم.

استمع كيف وصف زكريا دور المسيح الموعود في لوقا ۱: ٦٩-٧٦:

وَأَقَامَ لَنَا الله قَرْنَ خَلاَصٍ فِي بَيْتِ دَاوُدَ فَتَاهُ.‏ كَمَا تَكَلَّمَ بِفَمِ أَنْبِيَائِهِ الْقِدِّيسِينَ الَّذِينَ هُمْ مُنْذُ الدَّهْرِ… ليَذْكُرَ عَهْدَهُ الْمُقَدَّسَ،‏ الْقَسَمَ الَّذِي حَلَفَ لإِبْرَاهِيمَ أَبِينَا … وَأَنْتَ أَيُّهَا الصَّبِيُّ نَبِيَّ الْعَلِيِّ تُدْعَى، لأَنَّكَ تَتَقَدَّمُ أَمَامَ وَجْهِ الرَّبِّ لِتُعِدَّ طُرُقَهُ.

قطع الله في العهد القديم، عهوداً مع إبراهيم وداود، وعد فيها بالخلاص. وقد تنبأ زكريا بأن الله كان على وشك أن يتمّم تلك الوعود، وبأن ابنه يوحنا سيكون النبي الذي سيعدّ الطريق أمام الرب.

ثم في لوقا ۲: ۱-٥۲، يخبرنا لوقا قصة ولادة يسوع وطفولته. هناك الكثير من التشابه بين هذا السجل وما سبق ورواه عن ولادة يوحنا، لكن سجل لوقا عن ولادة يسوع وطفولته أطول بكثير ومفصّل أكثر. ويبدأ هذا السجل بولادة يسوع في مدينة داود، بلدة بيت لحم في اليهودية، ونجده في لوقا ۲: ۱-۲۰.

ولادة يسوع كانت متواضعة جداً. فهو وُلِد في إسطبل ووضع في مزود. لكن إعلان الملائكة الذين أبلغوا الرعاة في الجوار عن ولادته كان مهيباً. استمع إلى ما قاله الملاك للرعاة في لوقا ۲: ۱۰-۱۱:

لاَ تَخَافُوا! فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ أَنَّهُ وُلِدَ لَكُمُ الْيَوْمَ فِي مَدِينَةِ دَاوُدَ مُخَلِّصٌ هُوَ الْمَسِيحُ الرَّبُّ.

أعلن الملاك الأخبار السارة أو “الإنجيل” بأن الملك المسيحاني سيخلّص شعب الله من الدينونة.

وما لبث أن انضم إلى هذا الرسول الملائكي جند من الملائكة السماويين الذين كانوا يسبحون الله على ولادة المسيح. وقد أوضح لوقا، أنه بالرغم من ولادة يسوع الوضيعة، فإن ابن مريم كان بالفعل المسيح الملك المختار من الله.

ثانياً، وصف لوقا ختان يسوع وتقديمه في هيكل أورشليم في لوقا ۲: ۲۱-٤۰. حيث ملأ الروح القدس سمعان وأرشده هو والنبيّة حنة، ليعلنا أن يسوع هو المسيح الموعود الذي سيأتي بالخلاص إلى العالم. استمع إلى تسبيح سمعان لله في لوقا ۲: ۳۰-۳۲:

لأَنَّ عَيْنَيَّ قَدْ أَبْصَرَتَا خَلاَصَكَ،‏ الَّذِي أَعْدَدْتَهُ قُدَّامَ وَجْهِ جَمِيعِ الشُّعُوبِ.‏ نُورَ إِعْلاَنٍ لِلأُمَمِ، وَمَجْداً لِشَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ.

وقد كان ذلك إتماماً لإشعياء ٤٩: ٦، حيث نطق الله بهذه الكلمات:

قَلِيلٌ أَنْ تَكُونَ لِي عَبْداً لإِقَامَةِ أَسْبَاطِ يَعْقُوبَ، وَرَدِّ مَحْفُوظِي إِسْرَائِيلَ. فَقَدْ جَعَلْتُكَ نُوراً لِلأُمَمِ لِتَكُونَ خَلاَصِي إِلَى أَقْصَى الأَرْضِ.

أعلن الله من خلال سمعان أن يسوع هو المسيح الموعود الذي سيأتي بالخلاص والمجد إلى إسرائيل. بل أكثر من ذلك، هو سيبسط إنجيل ملكوت الله إلى الشعوب الوثنية لينالوا هم أيضاً الخلاص.

أخيراً، عاد لوقا إلى موضوع بنوة يسوع من خلال قصة مختصرة ليسوع في الهيكل في لوقا ۲: ٤۱-٥۲. عندما كان يسوع في الثانية عشر من عمره، رافق أبويه إلى عيد الفصح في أورشليم، لكنه انفصل عنهما في طريق العودة إلى البيت. وقد وجده والداه بعد عدة أيام في ساحات الهيكل يتكلم مع المعلمين. وقد ذُهل الجميع في الهيكل من معرفة يسوع وفهمه. وعندما واجهته أمه مريم، كشف ردّه كم هو مميز. استمع إلى ما قاله يسوع لمريم في لوقا ۲: ٤٩:

أَلَمْ تَعْلَمَا أَنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ أَكُونَ فِي مَا لأَبِي؟

كان الهيكل بيت أبيه لأن يسوع هو ابن الله.

بعد ولادتَي يوحنا ويسوع وطفولتهما، أخبرنا لوقا عن تعرّف يوحنا إلى يسوع في لوقا ۳: ۱-۲۰.

تعرف يوحنا إلى يسوع

في هذه الرواية، أعدّ يوحنا الطريق لخلاص الله عن طريق تعرفه رسمياً إلى يسوع كالمسيح الموعود. ففي خدمته الكرازية في منطقة نهر الأردن، أعلن يوحنا مجيء ملكوت الله، وحضّ الشعب على التوبة عن خطاياهم، وعمّد أولئك الذين تابوا. لكن عندما جاء إليه يسوع ليعتمد، عرف يوحنا أنه المسيح الموعود، وأعلن صراحة أنه غير مستحق أن يحلّ سيور حذائه. وقد أعلن يوحنا أن يسوع سيُعمِّد بالروح القدس، كما أنبئ عنه في مقاطع من العهد القديم مثل إشعياء ٤٤: ۳ وحزقيال ۳٩: ۲٩. وهذا عنى أن الدهر النهائي في التاريخ قد أتى، أي الزمن الذي فيه سيتحقق خلاص الله بالكامل.

تجدر الإشارة إلى أنه في العهد القديم، في كتاب الخروج في 19، عندما كان الشعب ذاهباً ليلتقي الله ويسمع كلمته أو عندما كان الله سينزل على جبل سيناء، أُمروا بغسل ثيابهم وأُمروا بتطهير أنفسهم. فيبدو أن تطهير النفس كان مهمّاً جدّاً للتحضير لحضور الله أو ظهور الله. وإذا انتبهنا إلى إعلان يوحنا المعمدان، فما قاله في الأساس إن الله سيأتي للدينونة وإن على الناس أن يتحضّروا لمجيئه بالتوبة ثم بالطبع بالمعمودية. [د. ديفيد ريدلينغز]

نحن نرى في الأناجيل أن يوحنا كان يعمّد الناس. ثم جاء يسوع إلى يوحنا ليعتمدَ على يده. لمَ فعل ذلك؟ فيوحنا كان يقول: توبوا وتحضّروا للملكوت. هل كان يسوع يحتاج إلى التوبة؟ قطعاً لا. فهو ابن الله الخالي من الخطيّة. ولماذا اعتمدَ إذاً على يد يوحنا؟ من المهم أن ندركَ أن معمودية يوحنا كانت تحضيراً لمجيء الملكوت. كانت دعوة الناس ليتوبوا وليؤمنوا، وهي ليست مثل المعمودية المسيحية إذ هي تعلن عن مجيء الملكوت ووصول الملك. بل تدعوهم للاستعداد لها. فيسوع من خلال مجيئه ليعتمد على يد يوحنا فهو قد جاء ليبدأ خدمته. وفي الأناجيل، تُذكر حادثة المعمودية قبيل بدء خدمة يسوع. فهو وحّد نفسه معنا. ففي متّى، اعتمد يسوع ليكملَ كل برّ وليس لكي يتوب. ليس لأنه خاطئ، بل ليوحّد نفسه مع الناس. فهو سيبدأ خدمته العلنية. وهو يتصرّف كممثلنا في حياته التي سنصل إلى ذروتها في موته وقيامته وصعوده. من هنا، هذا هو سبب مجيئه إلى يوحنا ليعتمد، بمعنى ما، ليدشن خدمته، ليبدأ عمله. يسوع فعل ذلك ليعلن أن ما انتظره يوحنا قد تمّ الآن في شخصه. فهو الشخص الذي أتى بملكوت الله. [د. ستيفين وِلَم]

الآن وقد تناولنا تعرُّف يوحنا إلى يسوع، دعونا ننتقل إلى الجزء الرابع والختامي لهذه الرواية: الإثباتات بأن يسوع هو ابن الله من لوقا ۳: ۲۱-٤: ۱۳.

الإثباتان بأن يسوع هو ابن الله

قدّم لوقا ثلاثة إثباتات مستقلة بأن يسوع هو ابن الله بدءاً من الإثبات الإلهي في لوقا ۳: ۲۱-۲۲. استمع إلى وصف معمودية يسوع في لوقا ۳: ۲۲:

وَنَزَلَ عَلَيْهِ الرُّوحُ الْقُدُسُ بِهَيْئَةٍ جِسْمِيَّةٍ مِثْلِ حَمَامَةٍ. وَكَانَ صَوْتٌ مِنَ السَّمَاءِ قَائِلاً: “أَنْتَ ابْنِي الْحَبِيبُ، بِكَ سُرِرْتُ”.

عند معمودية يسوع، أكدّ الله نفسه علناً بأن يسوع هو ابنه من خلال الظهور المرئي للروح القدس وصوته من السماء.

ثم قدّم لوقا إثباتاً من سلسلة النسب بأن يسوع هو ابن الله في لوقا ۳: ۲۳-۳٨. مثل متى، تتّبع لوقا سلسلة نسب يسوع من خلال السلالة البارة لداود وإبراهيم. لكن على خلاف متى، وسّع لوقا سجله ليشمل سلسلة نسب الأبرار التي امتدت لتصل إلى آدم. لكي نفهم مغزى سلسلة النسب هذه، استمع كيف تنتهي في لوقا ۳: ۳٨:

بْنِ شِيتِ، بْنِ آدَمَ، ابْنِ اللهِ.

دعا لوقا آدم “ابن الله”، وهو بمعناه غير اللقب الذي أُعطي ليسوع في كل هذه الفصول. فآدم هنا خرج من يد الله مخلوقا على صورته فكان آدم الأول، الملك الخادم لله على الأرض الذي كان يُفترض فيه أن يعمل إرادة الله. في المقابل كان يسوع “آدم الأخير” بحسب بولس في 1 كورنثوس ۱٥: ٤٥ الذي هو ابن الله العظيم الذي نجح حيث فشل آدم، وبذلك منح الخلاص إلى جميع الذين تأثروا بسقوط آدم في الخطيّة، أي الجنس البشري بكامله.

الإثبات الأخير ليسوع أنه ابن الله كان إثباتاً شخصياً من يسوع نفسه في لوقا ٤: ۱-۱۳. فيما يلي واقعة تجربة يسوع في البريّة. وكما دوّن لوقا في ٤: ۱ ملأ الروح القدس يسوع وقاده إلى البريّة حيث جرّبه الشيطان. وقد جرّب الشيطان يسوع ليحوّل الحجارة إلى خبز، ولينال سلطاناً من الشيطان على كل الشعوب، وليرمي نفسه من أعلى الهيكل. وقد استهل الشيطان تجربتَين من هذه التجارب بعبارة “إن كنت ابن الله”. وفي ردّه على الشيطان، رفض يسوع بشدة تجاربه الثلاث جميعها، بل اقتبس مقاطعَ من العهد القديم وصف فيها ما يمكن لابن أمين لله أن يفعله.

اقتبس يسوع من الكتاب المقدّس عندما واجهه الشيطان في البرية لعدة أسباب. أولاً، جزءٌ مما يقوم به كتّاب الإنجيل هو إظهار يسوع على أنه حقاً ابن الله. فأحد أسباب اقتباسه من الكتاب المقدس يعود إلى علاقته بالله من خلال العهد. فهو يلجأ إلى الكتاب المقدس ويقتبس من تلك العبارة حول علاقة العهد ليبقي الأمور في ترتيبها الصحيح، ليحافظ على الموقف السليم لسلطانه بعلاقته بالله الآب، وليُظهر سلطان الشيطان المحدود أيضاً. فيقول إنه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان بل بكل كلمة تخرج من فم الله. وذلك ليذّكر نفسه بأولوية علاقة العهد تلك، وهذا ساعده في مقاومة تجارب الشيطان. فنراه يقتبس من مقطع معيّن من الكتاب المقدس، وبالتحديد من كتاب التثنية ٦-٨ حيث كان موسى يتكلّم عن اختبار شعب الله في البرية، وكيف امتحن اختبار البرية ذاك ما كان في قلوب شعب الخروج وكيف كانت نواياهم. ونرى أن حدثاً مماثلاً يحصل هنا في امتحان بنوية يسوع. وحيث فشل الشعب، نجح يسوع؛ فشل الشعب ونجاح يسوع. فنرى هنا إذاً نوعاً من المقابلة بين شعب العهد القديم في ما يرويه كتّاب الإنجيل، وبين يسوع في قصة هذه التجربة. [د. غريغ بيري]

بسبب اتباع لوقا سلسلة نسب يسوع التي تنتهي بآدم كابن الله، لا بد من النظر إلى تدوين لوقا لتجربة يسوع بالتباين مع تجربة آدم في تكوين ۳. في تلك الواقعة، جرّب إبليس آدم في جنة عدن. وعندما أخطأ آدم، لعن الله الخليقة وطرح كل البشرية في البريّة. في المقابل، قاوم يسوع التجربة في البريّة، وهكذا أثبت أنه حقاً ابن الله الأمين الذي سيعيد شعب الله الأمين إلى الفردوس.

بعد بدايات يسوع في اليهودية ومنطقة الأردن، يخبرنا الجزء الرئيسي التالي في إنجيل لوقا عن خدمة يسوع في الجليل. هذا الجزء يمتد من ٤: ۱٤-٩: ٥۰.

خدمة يسوع في الجليل

يروي لنا لوقا في هذا الجزء من الإنجيل أمثلة عديدة عن قدرة يسوع الخارقة وكرازته بالإنجيل لكي يبرهن أن يسوع كان المخلّص الممسوح بالروح القدس الذي وعد به العهد القديم.

يمكن تقسيم رواية لوقا التي تتحدث عن خدمة يسوع في الجليل إلى خمسة أقسام: أولاً، موعظة يسوع في الناصرة؛ ثانياً، تعليمه ومعجزاته؛ ثالثاً، التمييز بين دورَي يسوع ويوحنا المعمدان؛ رابعاً، المزيد من تعليم يسوع ومعجزاته؛ وخامساً، إعداد يسوع الرسل الاثني عشر للخدمة. سنبحث في كل من هذه الأجزاء، بدءاً بموعظة يسوع الأولى في الناصرة في لوقا ٤: ۱٤-۳۰.

موعظة يسوع في الناصرة

تشدّد الأناجيل الثلاثة المتشابهة النظرة جميعها على أعمال يسوع الخارقة وكرازته بالإنجيل أثناء خدمة يسوع في الجليل. لكن عرض لوقا يختلف عن الأناجيل الأخرى لأنه استهل هذه المرحلة من خدمة يسوع بعظته الأولى في موطنه الناصرة. وقد أخبرنا لوقا أن يسوع كان في المجمع يوم السبت، وأنه قُدّم له كتاب إشَعياء. وهكذا قرأ إشَعياء ٦۱: ۱-۲، ثم قام بإعلان مذهل. استمع إلى ما قرأه يسوع وقاله في لوقا ٤: ۱٨-۲۱:

رُوحُ الرَّبِّ عَلَيَّ، لأَنَّهُ مَسَحَنِي لأُبَشِّرَ الْمَسَاكِينَ، أَرْسَلَنِي لأَشْفِيَ الْمُنْكَسِرِي الْقُلُوبِ، لأُنَادِيَ لِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ ولِلْعُمْيِ بِالْبَصَرِ، وَأُرْسِلَ الْمُنْسَحِقِينَ فِي الْحُرِّيَّةِ،‏ وَأَكْرِزَ بِسَنَةِ الرَّبِّ الْمَقْبُولَةِ … إِنَّهُ الْيَوْمَ قَدْ تَمَّ هذَا الْمَكْتُوبُ فِي مَسَامِعِكُمْ.

عندما قال يسوع إن المكتوب تمَّ في مسامع الشعب، كان يعني أن ما أشار إليه العهد القديم في هذا النص يتم تحقيقه في الوقت الحاضر به. وفي قول يسوع “لأُنَادِيَ لِلْمَأْسُورِينَ بِالإِطْلاَقِ” صدى لفحوى اليوبيل، أي أنه كان على بني إسرائيل في العهد القديم كل 50 سنة إعفاء الناس من ديونهم والسماح لهم بالعودة إلى أرض أجدادهم وعشيرتهم، إلى الأرض التي كانت من نصيب عائلاتهم في زمن موسى ويشوع. وإن نظرنا إلى الخروج كحدث الفداء الكبير في العهد القديم، علينا أن نفهم أيضاً أن اليوبيل كان تدبيراً هاماً من الله لردّ الشعب. فطالما نحن نعيش في عالم ساقط، فالفداء يخلّصنا والردّ هو جزء من فداء الله. ولهذا السبب، بادر يسوع إلى إظهار علامات اليوبيل لكي يحرّر الشعب من وصمة العار الاجتماعية وليحرّرهم من وصمة التمييز الاجتماعي وبالتالي ردّهم إلى حضن الله، إلى الله خالقهم وأبيهم. [د. مايكل غلودو]

تنبأَ إشَعْياءُ أن مجيءَ ملكوتِ اللهِ سيؤدي إلى خلاصِ كلِّ شعبِ اللهِ الأُمناءِ. وقد أعلنَ يسوعُ أن ذلكَ اليومَ قد أتى. وهذا الاقتباسُ يعكِسُ النموذجَ الأساسيَ لفَهمِ خِدمةِ يسوعَ بكاملِها: كان يسوعُ، المسيح المنتظر، المخلّص الذي تنبأ عنه العهدُ القديمُ، الذي سيُعلِنُ مَلكوتَ اللهِ على الأرضِ بتقديمِ الخلاصِ لشعبِه.

بعد أن أخبرنا عن موعظة يسوع في الناصرة، قدّم لنا لوقا أمثلة عديدة عن تعليم يسوع ومعجزاته الخارقة في إنجيله ٤: ۳۱-٧: ۱٧.

تعليمه ومعجزاته

برهن لوقا في هذا الجزء، أن يسوع هو حقاً المسيح الموعود من خلال إتمامه نبوة إشعياء ٦۱: ۱-۲. فقد حرّر إنساناً من روح شرير في لوقا ٤: ۳۱-۳٦. كما شفى عدداً كبيراً من الناس الآخرين في ٤: ۳٨-٤۲. ودعا التلاميذ بطرس ويعقوب ويوحنا لاتِّباعه في ٥: ۱-۱۱.

ونجد نمطاً مشابهاً في الأعداد التي تلت، حيث يذكر شفاء الأبرص في ٥: ۱۲-۱٥، والمفلوج في ٥: ۱٧-۲٦، ثم دعوة التلميذ لاوي أو متى في ٥: ۲٧-۳۲.

والنمط ذاته يتكرر أيضاً في الأعداد التالية. لكن بدل أعمال الشفاء، يدوّن لنا لوقا تعاليم يسوع. في ٥: ۳۳-۳٩، علّم يسوع أن حضوره كالعريس بين تلاميذه ينبغي أن يُنهي الصوم ويجلب الفرح. في ٦: ۱-۱۱، علّم يسوع أن السبت هو للشفاء ولخلاص النفوس. وفي ٦: ۱۲-۱٦، اختار اثني عشر من تلاميذه الكثيرين ليكونوا رسله المميّزين، وبهذا قام بتأسيس نظام جديد في إسرائيل يمكنه الوصول إلى كل الشعوب.

ومن خلال هذه المعجزات والتعاليم، برهن يسوع أنه كان حقاً المسيح الذي أنبأ عنه إشعياء، لأنه جلب إحسان الله بمناداته بالحرية، والشفاء والتحرير من الظلم.

بعد ذلك يدوّن لنا لوقا موعظة طويلة نوعاً ما، ألقاها يسوع واستغرقت ٦: ۱٧-٤٩. يشار إلى هذه الموعظة غالباً بموعظة يسوع في السهل، وتشبه من عدة جوانب موعظته على الجبل في متى والفصول ٥-٧.

إن أحد أوجه التمايز أنه في متى ٥-٧ نقرأ عن الموعظة أن يسوع ألقاها على الجبل. أما في لوقا، يسوع ألقى الموعظة في السهل. وهذا ما أثار جدلاً لم ينتهِ بعد. هل هما حدث واحد أم أنهما حدثان منفصلان؟ هنا علينا أن نُشير إلى أمرين. أولاً، نعرف أننا أمام خلاصة صغيرة لما قاله يسوع في تلك المناسبة. فنحن نقرأ متى ٥-٧ بحوالي أربعين دقيقة، بينما تكلم يسوع لساعات وساعات ولا يمكن اختصار كلامه بشكل كامل. فهي إذاً، مقتطفات. ولكن، هل هي نفسها؟ نعم، على الأرجح. أما الأمر الثاني فهو أننا إن كنا نعرف جغرافيّة تلك المنطقة وهي رائعة، فهناك هضاب مباشرة خلف كفرناحوم. من هنا يمكنك أن تنظر إلى تلك الهضاب وتقول إن يسوع كان جالساً والناس كانوا على هضبة. ولكن، من منظار آخر، المكان هو عبارة عن منحدر من الصخر البركاني الذي ينحدر من علو ثلاثة آلاف قدم نزولاً إلى سطح البحر. ومن بعيد ترى الكثير مما يعتبر سهولاً. فالناس على منحدر، وفي الوقت نفسه على تل. فالوصفان صحيحان تماماً. وبالتالي يسوع في الموعظة على الجبل جالس على جبل، وفي الموعظة في السهل جلس على أرض مستوية. وأظنّ أنّ لوقا أراد أن يعطينا الانطباع أن يسوع في متناولنا، فيصفه في السهل، فهو معنا. أما متّى، فيريدنا أن نرى يسوع بسلطانه تماماً مثل موسى على جبل سيناء. وأعتقد أن الإجابتين صحيحتان. [د. بيتر واكر]

في الموعظةِ عند السهلِ، شدّد يسوعُ على الانقلابِ العظيمِ ذاتِه الذي تنبأَ عنه إشَعياء. فالفقراءُ سيَتباركونَ والجِياعُ سيُشبَعون. والذين يَبكون الآنَ سيضحكون وسيبارِكُ اللهُ البائسينَ. لكنّ البشارةَ ذهبت خُطوَةً أبعد. فقد دعا يسوعُ أولئِك المُبارَكين ليتبعوه ويعيشوا على مُستوى مَعاييرِ ملكوتِ اللهِ وقيَمهِ، وهي غالباً تكونُ مُختلفةً تماماً عن المعاييرِ الأرضِيةِ. فهو على سبيلِ المِثالِ، دعاهُم ليُحبوا الغُرباءَ وحتى أعداءَهم، على نقيضِ القيمِ الدنيويةِ التي تطلبُ منا أن نحترسَ من الغُرَباءِ وأن نكرهَ الأعداءَ. من هنا، رسالةُ الملكوتِ لا تُعنى بالبركاتِ فقط بل أيضاً بالمسؤوليةِ الأخلاقيةِ.

بعد الموعظة في السهل، ختم لوقا هذا الجزء ببراهين إضافية على أن يسوع هو التحقيق لنبوة إشعياء. فقد شفى يسوع خادم ضابط روماني في لوقا ٧: ۱-۱۰. وفي ٧: ۱۱-۱٦ أقام من الموت ابن أرملة نايين.

ثم يتابع لوقا تدوين خدمة يسوع في الجليل، فيروي مجموعة من الأحداث تدور حول يوحنا المعمدان في ٧: ۱٨-٥۰.

يوحنا المعمدان

ثم بعد أن وُضِع في السجن، أرسَل يوحنا المعمدان إلى يسوع اثنين من تلاميذه ليسألاه إن كان حقاً هو المسيح الموعود. فأجاب يسوع بأن أعماله تشهد له. فمعجزاته وتعاليمه تتمم بوضوح نبوات إشَعياء ٦۱: ۱-۲، وبالتالي تبرهن أن يسوع هو حقاً المسيح الموعود. استمع إلى ما قاله يسوع لمن أرسلَهما يوحنا في لوقا ٧: ۲۲:

اذْهَبَا وَأَخْبِرَا يُوحَنَّا بِمَا رَأَيْتُمَا وَسَمِعْتُمَا إِنَّ الْعُمْيَ يُبْصِرُونَ وَالْعُرْجَ يَمْشُونَ وَالْبُرْصَ يُطَهَّرُونَ وَالصُّمَّ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَقُومُونَ وَالْمَسَاكِينَ يُبَشَّرُونَ.

أكمل يسوع قوله بتأكيده على أن يوحنا هو أعظم الأنبياء. لكن حتى يوحنا لا يصل إلى مقياس الأصغر في ملكوت الله. وقد أكد لوقا على هذه النقطة في ٧: ٤٧-٥۰ بشرحه كيف غفر يسوع فعلياً خطيّة المرأة الخاطئة التي غسلت رجلَيه. فقد عمّد يوحنا الناس كمناشدة من الله لهم للتوبة، لكن يسوع جعل الملكوت اختباراً حاضراً بين الناس عن طريق الغفران للخطاة، والشفاء للمرضى والكرازة بالإنجيل للمساكين.

بعد القصص التي تدور حول يوحنا. يخبرنا لوقا المزيد عن تعاليم يسوع ومعجزاته في لوقا ٨: ۱-٥٦.

التعاليم والمعجزات

في هذه التعاليم والمعجزات الإضافية، ركّز يسوع على أخبار الملكوت السارة. ففي مثل الزارع في لوقا ٨: ۱-۱٥ ومثل السراج في لوقا ٨: ۱٦-۱٨، وصف يسوع أهمية التجاوب مع رسالة الملكوت بإيمان وطاعة. وقد كرّر يسوع هذا الموضوع في لوقا ٨: ۱٩-۲۱، عندما قال إن أفراد عائلته الحقيقيين هم أولئك الذين يسمعون كلام الله ويطيعونه.

ثم يخبرنا لوقا في ٨: ۲۲-٥٦، عن عدة معجزات تؤكد وتبرهن الخلاص الذي أتى به يسوع: هدأ يسوع العاصفة وأخرج الروح النجس وشفى المرأة المريضة وأقام الفتاة من الموت.

أخيراً، ختم لوقا كلامه عن خدمة يسوع في الجليل بإخبارنا عن إعداد يسوع الرسل الاثني عشر للخدمة في ٩: ۱-٥۰.

إعداد يسوع الرسل الاثني عشر

أولاً، في لوقا ٩: ۱-٩، أرسل يسوع رسله الاثني عشر ليشفوا الناس ويكرزوا بالإنجيل. هؤلاء هم أنفسهم الذين أفرزهم في لوقا ٦. ثم برهن عن قدرته بإشباعه 5000 إنسان في ٩: ۱۰-۱٧، معلماً رسله أن يثقوا بسلطانه وبسدّه لاحتياجاتهم. وهذه الأعمال الإعدادية وصلت إلى ذروتها في لوقا ٩: ۱٨-۲٧، حين اعترف الرسل بأن يسوع هو المسيح الذي طال انتظاره.

وقد ختم لوقا هذا الجزء بعدة أحداث تؤكد استمرار يسوع بإعداد تلاميذه للخدمة، لا سيما الخدمة التي سيقومون بها بعد صعوده إلى السماء. فعلى جبل التجلي تغيّرت هيئته أمام بطرس ويعقوب ويوحنا في ٩: ۲٨-۳٦، وتكلم الآب من السماء ليعزّز التزامهم بيسوع. ثم قام يسوع بعملية طرد أرواح شريرة صعبة جداً في ٩: ۳٧-٤٥، وعلّم عن العَظَمة في الملكوت في ٩: ٤٦-٥۰. وفي كل هذه المواضع، أعدّ يسوع تلاميذه ليقرّوا بسلطانه، ويعتمدوا على قدرته، ويخدموا بتواضع باسمه، حتى يكونوا قادة فعّالين لملكوته على الأرض.

بعد خدمة يسوع في الجليل، يصف الجزء الرابع الرئيسي لإنجيل لوقا رحلة يسوع إلى أورشليم. ويمتد هذا القسم من لوقا ٩: ٥۱-۱٩: ۲٧.

رحلة يسوع إلى أورشليم

أشار لوقا إلى تصميم يسوع على الذهاب إلى أورشليم خمس مرات في هذا الجزء، في ٩: ٥۱، في ۱۳: ۲۲، في ۱٧: ۱۱، في ۱٨: ۳۱، وفي ۱٩: ۲٨. كمثال واحد استمع إلى لوقا ۱٨: ۳۱-۳۲:

وَأَخَذَ الاثْنَيْ عَشَرَ وَقَالَ لَهُمْ:”هَا نَحْنُ صَاعِدُونَ إِلَى أُورُشَلِيمَ، وَسَيَتِمُّ كُلُّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ بِالأَنْبِيَاءِ عَنِ ابْنِ الإِنْسَانِ،‏ لأَنَّهُ يُسَلَّمُ إِلَى الأُمَمِ، وَيُسْتَهْزَأُ بِهِ، وَيُشْتَمُ وَيُتْفَلُ عَلَيْهِ،‏ وَيَجْلِدُونَهُ، وَيَقْتُلُونَهُ”.

أوضح لوقا، من خلال مقاطع مماثلة، أن يسوع كان ملتزماً بخطة الله لخلاص شعبه، حتى وإن اقتضى به الأمر أن يموت في أورشليم.

سنقسم بحث لوقا حول رحلة يسوع إلى أورشليم إلى أربعة أقسام رئيسية: الأول، تعاليم يسوع عن طبيعة التلمذة. الثاني، تقارير لوقا عن الصراع المتزايد بين يسوع وخصومه. والثالث، تعاليم يسوع عن كلفة التلمذة. أما الرابع فهو عن التزام يسوع بخطة الله لخلاص البشر. لنبدأ بطبيعة التلمذة من لوقا ٩: ٥۱-۱۱: ۱۳.

طبيعة التلمذة

إن التزام يسوع ببناء ملكوت الله وخلاص شعبه دفعه لكي يختار رسله ويدرب الممّيزين على القيادة الخادمة في الملكوت. وقد قام في لوقا ٩: ٥۱-۱۰: ۲٤ بتعليمهم كيف يبشّرون، وحذّرهم من أن حياتهم ستكون كفاحاً صعباً، ولكن الروح القدس سيشددهم. ثم بعد هذا الإعداد، أرسلهم ليكرزوا بالإنجيل في المدن التي كان ينوي زيارتها.

بعد ذلك، في لوقا ۱۰: ۲٥-۱۱: ۱۳، قدّم يسوع لتلاميذه رؤية عالمية واسعة من خلال تعليمهم عن ثلاثة مواضيع تتعلق بالتلمذة: محبة القريب، محبة الله، والصلاة.

بدأ يسوع في لوقا ۱۰: ۲٧ عن طريق إيجاز تعليمه عن المحبة بهذه الطريقة:

فَأَجَابَ وَقَالَ: “تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ، وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ، وَمِنْ كُلِّ قُدْرَتِكَ، وَمِنْ كُلِّ فِكْرِكَ، وَقَرِيبَكَ مِثْلَ نَفْسِكَ”.

هنا، اقتبس يسوع من تثنية ٦: ٥ ولاويين ۱٩: ۱٨ ليشرح أن شريعة العهد القديم بكاملها تعلّمنا كيف نحب الله والقريب.

أما الفقرتان التاليتان فتصوّران قسمَي شريعة المحبة هذه. فمثل “السامري الصالح” في لوقا ۱۰: ۲٩-۳٧، يصوّر لنا كيف يجب أن يحب الإنسانُ الغريبَ كالقريب. ففي هذه القصة المشهورة أظهر السامري محبة كاملة نحو يهودي جريح على الرغم من وجود علاقات متوترة بين الشعبَين. بعد ذلك، في ۱۰: ۳٨-٤۲، قدّم لنا لوقا لقاء يسوع مع مريم نموذجاً للطريقة التي يجب أن نحب بها الله بجعله على رأس الأولويات في حياتنا وعن طريق الإصغاء إليه بطاعة.

أخيراً، نجد تعليم يسوع عن الصلاة في لوقا ۱۱: ۱-۱۳، حيث ختم يسوع كلامه إلى رسله بتعليمهم أن يصلوا بصدق وثبات من أجل الحصول على هبات الله وبركات ملكوته.

الصلاة مهمة جدّاً للمؤمن. فقد كانت جزءاً مهمّاً من حياة يسوع ونرى أهميتها في مثال حياته. فكلّما كان ضغط العمل على يسوع أشدّ، كلّما كان يصلّي أكثر، وفي وقت الراحة كان يطلب قوة الله. كان يسوع يدرك أنه يحتاج إلى الشركة مع أبيه باستمرار ليتجدّد روحيّاً. فقد قضى الليل كله في الصلاة قبل اختيار تلاميذه عالماً أن أحدهم سيخونه. في الواقع، عندما اختار تلاميذه كان يتطلّع إلى الصليب. وهذا جزء من سبب تمضيته الليل كلّه وهو يصلّي قبل قيادة هذه الخدمة العظيمة. وحياة الصلاة عند يسوع هي مثال لنا. ولاحقاً، عندما أتى التلاميذ فرحين بعد أن قاموا بأعمال عجيبة، عظّم يسوع الآب قائلاً: “أَحْمَدُكَ أَيُّهَا الآبُ، رَبُّ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، لأَنَّكَ أَخْفَيْتَ هذِهِ عَنِ الْحُكَمَاءِ وَالْفُهَمَاءِ وَأَعْلَنْتَهَا لِلأَطْفَالِ”. مجّد يسوع الآب، وهذا ما يجب علينا أن نفعله نحن أيضاً. وإذا كان يسوع بحاجة إلى أن يصلّي ويحمد الله، فكم بالحري نحن؟ فقبل القبض عليه، صلّى بصدقٍ في بستان جَثْسَيْمَانِي قائلاً أخيراً: “يَا أَبَتَاهُ، إِنْ لَمْ يُمْكِنْ أَنْ تَعْبُرَ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسُ إِلاَّ أَنْ أَشْرَبَهَا، فَلْتَكُنْ مَشِيئَتُكَ”. نرى أن يسوع كان خاضعاً كلّياً للآب. كان يسوع يصّلي بفعل علاقته مع الآب وأراد أن يتمّم خطة خلاص البشرية. ويعّلمنا هذا المثال أن الصلاة والخضوع لإرادة الآب أساسيّان في حياتنا كأولادٍ لله. [د. بيتر تشو]

إن السبب الرئيسي الذي يدعو المؤمنين إلى الصلاة هو أننا كلّما نصلي نعبّر عن إيماننا بيسوع المسيح وراحتنا في الإنجيل. والسبب الوحيد الذي يمكّننا من الصلاة هو موت يسوع من أجل خطايانا؛ ومنحه إيّانا حقّ المثول أمام عرش الله. نستطيع الآن أن نتقدّم بثقة إلى عرش النعمة بالصلاة لأن يسوع شقّ لنا طريقاً لنصل إلى هناك. إذاً، السبب الأول للصلاة هو عيش الإنجيل. أما السبب الثاني، فهو لأن الصلاة تعبير مستمرٌّ عن اعتمادنا على الله في كلّ أمر. فنأتي إليه كالآب الذي يحب أن يباركَ أولاده، طالبين منه الخبز اليومي. ولكنها أيضاً طريقة نعبد الله من خلالها، فنجلّه ونوقره ونتواصل معه. وهناك حقيقة يتحدث عنها الكتاب المقدس، وهي حالة الصلاة الدائمة عندما نعيش كل يوم شاعرين بحضور الله ومدركين أن له قيمة كبيرة في حياتنا. [د. إيريك ثيونيس]

اعتبر جون ويسلي الصلاة الوسيلة الجوهرية للاقتراب من الله وواسطة النعمة الرئيسية. وفي الواقع، إن قراءة الكتاب المقدّس والصلاة هما الممارستان الروحيّتان الأساسيّتان. وأظن أن أهمية الصلاة تكمن في العلاقة السامية التي تنشئها مع الله والتي تشكّل ركن المسيحية. فعندما نصلّي، نتكلّم مع الله ونصغي إلى ما يريد أن يقوله لنا ومن ثم نستجيب لما نسمعُه. وهذه هي قاعدة العلاقة، وهذا فعلاً ما يريد الله منا، أي أن تكون لنا علاقة به. إذا عدنا إلى كتاب التكوين، نرَ الله يتمشّى في جنة عدن طالباً آدم وحوّاء للتواصل معهما. الترنيمة القديمة تقول: “نمشي معاً، نحكي معاً، كأفضل الرفاق”. هذا هو هدف المسيحية من الصلاة، وهو العلاقة بيننا وبين الله. [د. ستيف هاربر]

بعد تعليم يسوع عن طبيعة التلمذة، شدّد لوقا على الصراع المتزايد بين يسوع والقادة اليهود في لوقا ۱۱: ۱٤-۱٥: ۳۲.

الصراع المتزايد

خلال هذا القسم من الرحلة، أثار يسوع عمداً عداوة القيادة اليهودية لثلاثة أسباب على الأقل: أولاً، أراد أن يوبخهم على قيادتهم الضعيفة لشعب الله. ثانياً، أراد أن يدعو الناس إلى ملكوته. وثالثاً، أرادهم أن يصلبوه في أورشليم، لكي يقدّم نفسه كفّارة خلاصية عن خطايا شعبه، ويُكافأ بملكه عليهم.

على سبيل المثال، في لوقا ۱۱: ۱٤-۲٨، ادعى اليهود أن يسوع هو رئيس الشياطين. وردّ يسوع في ۲٩-٥۳ بإدانة شرهم والنطق بالويلات عليهم.

في لوقا ۱۲: ۱-۳، حذّر يسوع الجموع من أن يكونوا مرائين مثل الفريسيين. في الأعداد ٤-۲۱، هاجم ممارسات المجامع والرؤساء والسلطات اليهودية. في الأعداد ۲۲-۳۲، شدّد على أن الله سيسد احتياجات كل شخص يسعى وراء ملكوت الله، بحيث لا يحتاج أن يسعى وراء الغنى الأرضي مثل القادة اليهود. وفي الأعداد ۳۳-٥٩، حذّر يسوع أتباعه من أنهم سيدخلون حتماً في صراع مع أولئك الذين لا يقبلون ملكوت الله.

في لوقا ۱۳: ۱-٩، استمر يسوع في إثارة عداوة القيادة اليهودية بدعوته جميع إسرائيل للتوبة عن خطاياهم. ثم في ۱۰-۱٧، زاد الصراع بشفائه امرأة منحنية في يوم سبت، ما أغضب رئيس المجمع كثيراً. وفي الأعداد ۱٨-۳۰، علّم يسوع أن ملكوت الله لن يدخله كثيرون ممن يظنون أنهم سيفعلون، وبذلك أدان التيار الرئيسي للقادة اليهود وأتباعهم. وأخيراً، في الأعداد ۳۱-۳٥، يخبرنا لوقا أن التوتر كان يتصاعد بين يسوع والملك اليهودي هيرودس الذي بات الآن يخطط لقتله.

في لوقا ۱٤، تمادى يسوع في استفزازه للقيادة اليهودية. ففي الأعداد ۱-۲٤، شفى رجلاً يوم السبت، ثم انتقد القيم الدنيوية للقادة اليهود، ملمّحاً إلى أن لا أحد منهم سيدخل ملكوت الله. ثم في الأعداد ۲٥-۳٤، حذّر يسوع أتباعه من أنهم قد يخسرون كل شيء في هذه الحياة نتيجة للصراع الذي سيواجهونه مع أولئك الذين يعارضونهم.

بعد المقدمة في 15: 1–2، أشعل يسوع الصراع مجدداً مع القادة اليهود من خلال أمثاله عن الأشياء الضائعة: الخروف الضال، والدرهم المفقود والابن الضال. في كل من هذه القصص دعا يسوع شعبه إلى رفض موقف الفريسيين ومعلميّ الشريعة السلبي من الخطاة، ودعاهم أن يفرحوا عندما يجد الله أولاده بين الخطاة الضالين ويردّهم إليه.

بعد أن أخبرنا لوقا بتعاليم يسوع عن طبيعة التلمذة وعن صراعه المتزايد مع القادة اليهود، ركّز لوقا في تدوينه لرحلة يسوع إلى أورشليم على كلفة التلمذة من لوقا ۱٦: ۱-۱٨: ۳۰.

كلفة التلمذة

أراد يسوع أن يفهم أتباعه أن حياتهم في ملكوته يجب أن تتشابه مع حياته. فهم سيُضطهدون من قبل القادة الدنيويين، وسوف يصارعون ليبقوا أمناء لله. علّم يسوع في ۱٦: ۱-۱٧: ۱۰، أن التلمذة تتضمن اعتبار كل ما هو لنا كمُلك لله، فقد ائتُمِنا عليه كوكلاء لله، لكي نستخدمه كلياً من أجل مقاصده. وقد حذّر أيضاً من أن البركات الأرضية يمكن أن تكون حجر عثرة، بل يمكن أن تمنع الغني من أن يتعرّف على الإنجيل الحقيقي ويقبله. أخيراً، شجّع على الإيمان والتوبة، مؤكداً لنا أنه مهما فعلنا من خير، لا يمكن أن نفعل أكثر مما يطلبه الله منا.

في ۱٧: ۱۱-۱٨: ٨، ركّز يسوع على الدينونة النهائية لهذا العالم. فالأشياء الجيدة التي ننالها في هذه الحياة، بما فيها الصحة والممتلكات والعدالة، يجب أن تجعلنا نرى صلاح الله، ويجب أن نصلي لكي يباركنا الله بهذه الأشياء في هذه الحياة. لكنه مقدّر لهذه الأمور أن تزول عند الدينونة الأخيرة. فالغنى الحقيقي والصحة والعدالة ننالها فقط كمكافآت في ملكوت الله الأبدي، وهناك يكمن رجاؤنا.

وتماشياً مع هذه الأفكار، أنهى يسوع هذا الجزء في لوقا ۱٨: ٩-۳۰ عن طريق التشديد على الحاجة إلى التواضع، لأن الودعاء وحدهم يمكنهم أن ينالوا غفران الله وبركته ويرثوا الحياة الأبدية.

ختم لوقا ما كتبه عن رحلة يسوع إلى أورشليم بالتشديد على التزامه بخطة الله ليخلّص شعبه، وذلك في لوقا ۱٨: ۳۱-۱٩: ۲٧.

التزام يسوع

الطريقة الأولى التي من خلالها أظهر يسوع التزامه بخطة الله، كانت بإنبائه بموته في لوقا ۱٨: ۳۱-۳٤. وقد علّم يسوع أنه يجب أن يموت ليخلّص شعبه، وقد صمّم أن يتبع خطة أبيه.

بعد ذلك، برهن يسوع التزامه بخطة الله للخلاص بمباركة الشعب الذي جاء ليخلّصه، مثل الأعمى الذي شفاه في لوقا ۱٨: ۳٥-٤۳، وزكا جابي الضرائب الذي دعاه لاتِّباعه في لوقا ۱٩: ۱-۱۰. هذان كانا مرفوضيَن عادة من المجتمع. ولكن انسجاماً مع الوعود في إشعياء 61: 1–2، سينالا ميراثاً كبيراً في ملكوت الله. وكما قال يسوع عن زكا في لوقا ۱٩: ٩-۱۰:

فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: “الْيَوْمَ حَصَلَ خَلاَصٌ لِهذَا الْبَيْتِ، إِذْ هُوَ أَيْضاً ابْنُ إِبْرَاهِيمَ. لأنّ ابن الإنسان قد جاء لكي يصلب ويخلّص ما قد هلك”.

أخيراً، في لوقا ۱٩: ۱۱-۲٧، أخبر يسوع مثلَ عبيد الملك الذين ائتمنهم على ماله أثناء سفره. وهذا المثل يبرهن أنه إن أردنا إرثاً في ملكوت الله، يجب أن نكون ملتزمين بخطة الله تماماً مثل يسوع.

بعد وصفه رحلة يسوع إلى أورشليم، أخبرنا لوقا عن خدمة يسوع في أورشليم. هذا هو الجزء الخامس الرئيسي لإنجيل لوقا، وهو يمتد من ۱٩: ۲٨-۲۱: ۳٨.

خدمة يسوع في أورشليم وجوارها

يبدأ لوقا كلامه عن خدمة يسوع في أورشليم في ۱٩: ۲٨-٤٤، مع دخول يسوع أورشليم واستقبال الجموع له بالهتافات والتسابيح.

بعد دخوله إلى المدينة، طهّر يسوع الهيكل بطرده التجّار منه. يظهر هذا الحدث في لوقا ۱٩: ٤٥-٤٦. وهكذا أدان يسوع الممارسات الملتوية التي أفسدت العبادة اليهودية والحياة الدينية، وبالتالي أهان يسوع بعمله هذا القيادة اليهودية إلى حد بعيد.

نحن بحاجة إلى الخلفية التاريخية للعهد القديم لنفهم حدث تطهير الهيكل، كما نحتاج إلى أن نفهم تعاليم عدّة في العهد الجديد. علينا أن نرجع لكتاب الملوك الأول ٨ الذي يدوّن لنا تكريس الهيكل. كان الهيكل قيد الإنشاء لسنوات عدّة وعندما انتهى، جاء الملك سليمان وبنو إسرئيل ليكرّسوه. وصلّى الملك قائلا:ً “إسْمَعْ تَضَرُّعَ عَبْدِكَ وَشَعْبِكَ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ يُصَلُّونَ فِي هذَا الْمَوْضِع وَاسْمَعْ أَنْتَ فِي مَوْضِعِ سُكْنَاكَ فِي السَّمَاءِ وَإِذَا سَمِعْتَ فَاغْفِرْ”. إضافةً إلى ذلك، صلّى الملك سليمان أيضاً حتى عندما يسمع الغرباء عن اسم الله العظيم ويأتون من أماكن بعيدة ليصلوا في الهيكل، يسمع الله صلاتهم حتى يعرف جميع سكّان الأرض اسم الله ويخافوه ويعرفوا أن الهيكل بُنِي لاسم الله وحده. وهكذا في زمن يسوع، عندما حوّلت السلطات الدينية الهيكل إلى مغارة لصوص، أهانوا اسم الله لأن الهيكل بُنيَ على اسمه. علاوةً على ذلك، كان تطهير يسوع للهيكل معناً رمزيّاً. فالهيكل أشار إلى يسوع نفسه فهو الهيكل الحقيقي والنهائي. فهو يجسّد الهيكل الواحد لجميع الشعوب التي تأتي لتصلّي، إذ تصلي إلى الآب باسمه، باسم يسوع. من هنا، إن كنا نفهم مبدأ الهيكل من العهد القديم، نرَ أهمية تطهير الهيكل وعلاقته بملكوت الله الآتي. [د. بيتر تشو]

إنّ أكثر ما أثار غضب يسوع هو أن المكان الذي يمكن للأمم أن يقصدوه للمثول في حضرة خالق الكون لم يعد متاحاً لهم، إذ إنّ الأمم لا يمكنهم أن يدخلوا إلى المكان الداخلي للهيكل المخصص لشعب الله، ولكن الدار الخارجية لهم. فهم يمكنهم أن يأتوا ويصلّوا هناك، أي في الدار الخارجية. وبالتالي لم يعد هناك موضع للأمم الذين خصص لهم هذا المكان. ونرى يسوع يردّ الهيكل ويعيد لذلك المكان وظيفته من خلال تطهيره والسماح للأمم من جديد بأن يأتوا ويصلّوا في المكان المخصّص لهم. [د. غريغ بيري]

كما نقرأ في لوقا ۱٩: ٤٧-۲۱: ۳٨، صرف يسوع الأيام القليلة التالية وهو يعلّم في ساحات الهيكل، ويتحدث عن ملكوت الله. خلال هذا الوقت، تضاعف الصراع مع القادة اليهود مع استمرار يسوع في إدانة ممارساتهم واستمرارهم في تحدي سلطانه. استمع إلى ما فعله معلمو الشريعة ورؤساء الكهنة في لوقا ۲۰: ۲۰:

فَرَاقَبُوهُ وَأَرْسَلُوا جَوَاسِيسَ يَتَرَاءَوْنَ أَنَّهُمْ أَبْرَارٌ لِكَيْ يُمْسِكُوهُ بِكَلِمَةٍ، حَتَّى يُسَلِّمُوهُ إِلَى حُكْمِ الْوَالِي وَسُلْطَانِهِ.

لكن يسوع لم يتوقف عن الكرازة بالحقيقة لمجرد أن أشخاصاً أشراراً أرادوا أن يوقعوه في الشرك. بل بدلاً من ذلك، وبّخهم علناً. وقال للجموع في لوقا ۲۰: ٤٦-٤٧:

احْذَرُوا مِنَ الْكَتَبَةِ الَّذِينَ يَرْغَبُونَ الْمَشْيَ بِالطَّيَالِسَةِ وَيُحِبُّونَ التَّحِيَّاتِ فِي الأَسْوَاقِ وَالْمَجَالِسَ الأُولَى فِي الْمَجَامِعِ وَالْمُتَّكَآتِ الأُولَى فِي الْوَلاَئِمِ. اَلَّذِينَ يَأْكُلُونَ بُيُوتَ الأَرَامِلِ وَلِعِلَّةٍ يُطِيلُونَ الصَّلَوَاتِ. هؤُلاَءِ يَأْخُذُونَ دَيْنُونَةً أَعْظَمَ.‏

حين اقتربَ يسوعُ من أورشليمَ، قادَه رفضُ إسرائيلَ له كالمسيحِ المخلّصِ إلى التنبؤِ بدمارِ المدينةِ. لكن هذه النَكبةَ هي مُجرّدُ دَلالةٍ تنذرُ بدينونةٍ أعظمَ. وعندما سيعودُ يسوعُ في مَجدِه في اليومِ الأخيرِ، سيُقدِّمُ كلُ إنسانٍ حِساباً أمامَه. ولهذا السببِ، دعا يسوعُ تلاميذَه في كلِّ عصرٍ أن يُطيعوه باجتهادٍ، وأن ينتظروا رجوعَه بحذرٍ.

بعد تدوين خدمة يسوع في أورشليم، نجد الجزء الرئيسي الأخير من إنجيل لوقا: قصة صلب يسوع وقيامته خارج أورشليم في لوقا ۲۲: ۱-۲٤: ٥۳.

صلب يسوع وقيامته

في هذا الجزء من الإنجيل، شرح لوقا كيف أنجز يسوع في الواقع خلاص شعبه. فقد تمّم خطة أبيه حين قدّم نفسه ذبيحةً كفارية. وقد كوفئ بعرش أبيه داود، وهو الآن يسود على شعبه ملِكاً عليهم.

يمكن تقسيم ما جاء عن الصلب والقيامة إلى قسمين: القبض على يسوع ومحاكمته وموته ثم قيامته وصعوده. لننظر أولاً إلى القبض على يسوع ومحاكمته وموته في لوقا ۲۲: ۱-۲۳: ٥٦.

القبض على يسوع ومحاكمته وموته

يبدأ الكلام عن إلقاء القبض على يسوع ومحاكمته وموته في لوقا ۲۲: ۱-٦ بمؤامرة خيانة يسوع. ثم خلال العشاء الأخير المذكور في الأعداد ٧-۳٨ أنبأ يسوع بخيانة يهوذا، بالإضافة إلى إنباء بطرس بأنه سيُنكر يسوع. لكن وسط هذه التنبؤات الكئيبة، طمأن يسوع تلاميذه إلى مكانهم في الملكوت وإلى سيطرته على كل هذه الأحداث.

بعد العشاء الأخير، نجد صلاة يسوع على جبل الزيتون في لوقا ۲۲: ۳٩-٤٦. كان يسوع حزيناً جداً خلال الصلاة، ويظهر ذلك من خلال تحوُل عَرَقه إلى قطرات دم، ومن خلال رغبته بأن يسمح له أبوه بتفادي الصلب إن أمكن. لكن في كل هذه الظروف، لم تتزعزع ثقة يسوع القوية بأبيه السماوي أو بالتزامه خطة أبيه.

مع إلقاء القبض على يسوع في ۲۲: ٤٧-٥۳، بدأت رواية نكران بطرس في الأعداد ٥٤-٦۲، بالإضافة إلى محاكمات يسوع أمام القادة اليهود وبيلاطس وهيرودس في ۲۲: ٦۳-۲۳: ۲٥. وقد وجد كل من هيرودس وبيلاطس يسوع بريئاً من أي جرم ضد روما يستحق الموت. لكن بيلاطس استسلم لضغط القادة اليهود والجموع، وحكم على يسوع البريء بالصلب.

يستغرب الناس أحياناً، عندما يقرأون الأناجيل، ردّ فعل الجموع نحو يسوع تحديداً عند محاكمته وعند موته. فبينما كان يسوع أمام الجموع وبيلاطس، هتف الشعب بموته وهتفوا بإطلاق سراح باراباس. وإحدى الإجابات التي تخطر في بالنا هو هول خطية الإنسان، فالناس ميّالون إلى فعل الشر وإلى فعل الظلم والابتعاد عن العدالة. وانجرف الجمهور في ذلك الوقت مع مشاعره وقام بارتكاب ما هو خطأ إذ بدا للناس أن ذلك يريحهم نفسيا، أو يجعلهم مقبولين لدى رؤسائهم فحسب. أو أنهم انجرفوا ببساطة بسبب الهياج وأساؤوا التصرف. وأعتقد أن هذا ما حصل عند محاكمة يسوع. والأمر الآخر الذي يجب أن ننتبه إليه هو وجود أناس بين الجموع كانوا مؤيدين فعلاً للفرّيسيين الذين وقفوا ضدّ يسوع. أما رؤساء الكهنة، وكانوا خائفين من يسوع، فخشوا أن يسلُبَ الرومان السلطة منهم؛ وإن لم يقاوموا يسوع فسيواجهون متاعب سياسية مع الرومان. فمن جهة كانت تصرّفاتهم جبانة، ومن جهة أخرى، كانت تصرفات الفريسيين مُضَلَلة؛ فهم لم يكونوا جبناء لكنهم قاوموا يسوع بسبب ضلالاتهم اللاهوتية، ولذلك أرادوا التخلّص منه. من هنا لم تكن الجموع تمثّل الشعب بأسره، بل كانوا على الأرجح مجموعة من المؤيدين لمقاومي يسوع. وهنا ثمّة ملاحظة، من المهم جدّاً أن نتذكّر أن جميع المسيحيّين الأولين في زمن الكنيسة الأولى كانوا يهوداً، وكذلك الرسل كانوا يهوداً، ويسوع نفسه كان يهودياً، وكان هناك العديد من اليهود الذين كانوا مؤيدين ليسوع. أما أولئك الذين صرخوا طالبين موته على الصليب، فكانوا على الأرجح مجموعة من الذين لم يفهموا حقّاً يسوع ولم يفهموا رسالته. [د. فرانك ثيلمان]

وما يلفت النظر، هو أن رواية لوقا عن القبض على يسوع ومحاكماته لا تركّز على موت يسوع الوشيك، بل على هوية يسوع على أنه المسيح. استمع إلى هذا الحوار بين يسوع والقادة اليهود في لوقا ۲۲: ٦٧-٧۰:

قَائِلِينَ: “إِنْ كُنْتَ أَنْتَ الْمسِيحَ فَقُلْ لَنَا”. فَقَالَ لَهُمْ: “إِنْ قُلْتُ لَكُمْ لاَ تُصَدِّقُونَ …‏ مُنْذُ الآنَ يَكُونُ ابْنُ الإِنْسَانِ جَالِساً عَنْ يَمِينِ قُوَّةِ اللهِ”.‏ فَقَالَ الْجَمِيعُ: “أَفَأَنْتَ ابْنُ اللهِ؟” فَقَالَ لَهُمْ: “أَنْتُمْ تَقُولُونَ إِنِّي أَنَا هُوَ”.‏

في هذا المقطع، عرّف يسوع عن نفسه بأنه المسيح، ابن الإنسان وابن الله. وكل هذه التعابير تشير إلى حقيقة أنه كان المسيا الذي أُنبئ عنه في العهد القديم.

بعد محاكمات يسوع، نجد وصفاً لصلبه في لوقا ۲۳: ۲٦-٤٩. في العددين ٤۳، و٤٦، اقتبس لوقا مرتين كلمات نطق بها يسوع على الصليب، كلمات لم يذكرها لنا أي من كتّاب الأناجيل الآخرين. وهذه الكلمات تشدّد على نقطتين أشار إليهما لوقا تكراراً في إنجيله: الأولى، أن يسوع كان ممتلئاً بالحنان على البائسين. والثانية، أن يسوع كان واثقا بأبيه الذي كان مسيطراً على كل تلك الأحداث. في لوقا ۲۳: ٤۳، أجاب يسوع اللص الذي على الصليب بحنان، معزياً إياه بهذه الكلمات:

الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّكَ الْيَوْمَ تَكُونُ مَعِي فِي الْفِرْدَوْسِ.

وفي لوقا العدد ٤٦ صرخ يسوع بثقة إلى أبيه، قال:

يَا أَبَتَاهُ، فِي يَدَيْكَ أَسْتَوْدِعُ رُوحِي.

لقد أوضح لوقا أن لحظات ربنا الأخيرة قبل موته كانت مليئة بالحنان نحو الآخرين، وبالثقة بأبيه. ثم في لوقا ۲۳: ٥۰-٥٦، يسجل لنا لوقا كيف دفن يسوع في قبر منحوت في صخر، دون أن يتم تكفين جسده لأن السبت كان قريباً.

ليس من الصعب أن نرى كيف أن قرّاء لوقا المضطهدين تشبّهوا بآلام يسوع. فأياً كان الاضطهاد الذي كانوا يواجهونه، فقد واجه يسوع اضطهاداً أسوأ. وما هو أكثر من ذلك، فقد فعل ذلك من أجلهم. فإن كان ربهم مستعداً أن يتألم بل أن يموت من أجلهم، فلا شك في أنهم سيكونون مستعدين أن يتألموا ويموتوا من أجله. لكن ذلك لم يكن مجرد دَين. فكما أن يسوع كوفئ بسبب طاعته وألمه، فإن أتباعه المطيعين سيُكافأون أيضاً بسبب ألمهم.

أخيراً، بعد وصف أحداث القبض على يسوع ومحاكمته وموته، ختم لوقا إنجيله بحدثَين قيامة يسوع وصعوده وذلك في لوقا ۲٤: ۱-٥۳.

القيامة والصعود

في ۲٤: ۱-۱۲، يخبرنا لوقا أنه عندما فُحِص قبر يسوع وجدوه فارغا، وعن كلام الملاك وعن شك التلاميذ وحيرتهم. فقد قام يسوع من الموت، تماماً كما تنبأ. وقد غلب الموت بنفسه ونيابة عن جميع الذين يؤمنون به.

وفي ۲٤: ۱۳-۳٥، يختار لنا لوقا قصة حصلت لاحقاً في اليوم نفسه، عندما انضم يسوع إلى اثنين من تلاميذه على الطريق إلى عمواس. وقد علمهما أن يقرءا العهد القديم على ضوء خدمته وقيامته. فكل ما دوّنه الكتاب المقدس يشير إلى يسوع ومهمته الخلاصية.

ثم في لوقا ۲٤: ۳٦-٤٩، ظهر يسوع لتلاميذه وشجّعهم أن يشهدوا عن تلك الأحداث. ودعاهم إلى أن يستمروا في مهمة الكرازة بالأخبار السارة عن التوبة والغفران إلى كل الأمم. ثم مهّد لوقا الطريق إلى كتابه الثاني، أعمال الرسل، بخبر وعد يسوع بإرسال الروح القدس ليقوي الكنيسة لعمل الكرازة.

وقد ختم لوقا إنجيله في ۲٤: ٥۰-٥۳ بصعود يسوع في الجسد إلى السماء. وكاستجابة لهذه المعجزة، فرح التلاميذ وسجدوا لله وسبحوه. فالأخبار السارة عن الفرح العظيم التي أعلنها الملاك في لوقا ۲: ۱۰ تحققت أخيراً لشعب الله. فيسوع الرب المنتصر المقام هو مخلصهم.

كتب لوقا إنجيلَه ليؤكدَ للمؤمنين من الأممِ بأنهم قاموا بالخِيارِ الصَحيحِ باتباعِهم يسوعَ. وقد برهنَ لوقا من خلالِ بُنيةِ إنجيلِه ومُحتواه، أن كلَ جانبٍ من حياةِ يسوعَ هو جٌزءٌ من خطةِ اللهِ في تأسيسِ ملكوتِه. فهو ابنُ اللهِ وابنُ داود الذي جاءَ ليتمّمَ نبواتِ إشَعياء عن الخلاصِ. وقد تجلّت في يسوعَ قوتا النعمةِ والرَحمةِ اللتان لا تنهزمان، وله ستخضعُ كلُ الأممِ. وقد دشّنَ يسوعُ حقّاً ملكوتَ اللهِ، وقدّمَ الخلاصَ إلى كلِ عائلاتِ الجنسِ البشريِّ. وهو يخلّصُ بالفِعلِ كلَّ من يؤمنُ به.

بعد أن درسنا خلفية إنجيل لوقا وبنيته ومحتواه، بتنا الآن مستعدين أن نتناول موضوعنا الأخير الرئيسي. في هذا الجزء من درسنا، سنستكشف بعض المواضيع الرئيسية التي يشدّد عليها لوقا.

  • دليل الدراسة
  • الكلمات المفتاحية

القسم الثاني: البنية والمحتوى

مخطط لتدوين الملاحظات

II. البنية والمحتوى

أ. بدايات يسوع

1. الإعلانات عن الولادة

2. الولادة والطفولة

3. تعرف يوحنا إلى يسوع

4. الإثباتان بأن يسوع هو ابن الله

ب. خدمة يسوع في الجليل

1. موعظة يسوع في الناصرة

2. تعليمه ومعجزاته

3. يوحنا المعمدان

4. التعاليم والمعجزات

5. إعداد يسوع الرسل الاثني عشر

ج. رحلة يسوع إلى أورشليم

د. خدمة يسوع في أورشليم وجوارها

ه. صلب يسوع وقيامته

أسئلة المراجعة

1. بحسب الدرس، تتعامل الأناجيل الأربعة مع حياة المسيح بترتيب زمني على نطاق أوسع، لكنها تستخدم خطوط إرشادية أخرى على نطاق أضيق. مع هو الخط الإرشادي الذي يستخدمه لوقا على نطاق ضيق بهدف تنظيم أحداث حياة المسيح؟

2. قُم بترتيب الأقسام الخمسة الرئيسية للإنجيل بحسب لوقا في الترتيب الصحيح، معطيًا الأسماء والشواهد كما يعلِّم الدرس.

3. ما هو اسم الملاك الذي أعلن في دانيال 9 أن السبي سيستمر لمئات السنين، والذي أعلن ميلاد كل من يوحنا المعمدان ويسوع؟

4. قُم بتحديد هوية كل مما يلي
أليصابات
زكريا
سمعان

5. ما هي العلاقة بين مريم وأليصابات؟

6. لماذا تعمَّد يسع على يد يوحنا المعمدان؟

7. تأكد من معرفتك لمحتوى المقاطع الكتابية التالية:
لوقا 4: 18-21
لوقا 26: 67-70
لوقا 23: 43
لوقا 23: 46

8. كيف يشرح الدرس الاختلاف بين “العظة في موضع سهل” و”العظة على الجبل”؟

9. كيف أجاب يسوع تلاميذ يوحنا المعمدان عندما أرسلهم لكي يسألوا يسوع إن كان هو المسيَّا؟

10. ما هو الهدف الرئيسي لمعجزات يسوع؟

11. اذكر مواضيع تعليم يسوع في وقت سفره نحو أورشليم.

أسئلة تطبيقية

1. أيٌّ من تعاليم يسوع تحدثت إليك بشكل خاص عند دراستك لهذا الدرس؟ اشرح السبب.

2. أي مقطع من مقاطع الإنجيل بحسب لوقا التي تم اقتباسها في هذا الجزء من الدرس تحدث إليك بشكل خاص؟ اشرح السبب.

AJAX progress indicator
Search: (clear)
Nothing found. Please change the filters.
الاختبارات
الأناجيل - الدرس الرابع - الامتحان الثاني
Previous القسم
Back to الدرس
Next القسم

انجازك في الدورة

0% Complete
0/41 Steps

محتوى الدورة الدراسية

الدورة Home عرض الكل
ابدأ هنا- مخطط الدورة الدراسية
الدرس الأول: مدخل إلى الأناجيل
7 الأقسام | 6 الاختبارات
تحضير الدرس الأول
الأناجيل – الدرس الأول – القسم الأول
الأناجيل – الدرس الأول – القسم الثاني
الأناجيل – الدرس الأول – القسم الثالث
الأناجيل – الدرس الأول – القسم الرابع
الأسئلة التعبيرية
الأسئلة المقالية
الدرس الثاني: الإنجيل بحسب متى
6 الأقسام | 5 الاختبارات
تحضير الدرس الثاني
الأناجيل – الدرس الثاني – القسم الأول
الأناجيل – الدرس الثاني – القسم الثاني
الأناجيل – الدرس الثاني – القسم الثالث
الأسئلة التعبيرية
الأسئلة المقالية
الدرس الثالث: الإنجيل بحسب مرقس
6 الأقسام | 5 الاختبارات
تحضير الدرس الثالث
الأناجيل – الدرس الثالث – القسم الأول
الأناجيل – الدرس الثالث – القسم الثاني
الأناجيل – الدرس الثالث – القسم الثالث
الأسئلة التعبيرية
الأسئلة المقالية
الدرس الرابع: الإنجيل بحسب لوقا
6 الأقسام | 5 الاختبارات
تحضير الدرس الرابع
الأناجيل – الدرس الرابع – القسم الأول
الأناجيل – الدرس الرابع – القسم الثاني
الأناجيل – الدرس الرابع – القسم الثالث
الأسئلة التعبيرية
الأسئلة المقالية
الدرس الخامس: الإنجيل بحسب يوحنا
6 الأقسام | 6 الاختبارات
تحضير الدرس الخامس
الأناجيل – الدرس الخامس – القسم الأول
الأناجيل – الدرس الخامس – القسم الثاني
الأناجيل – الدرس الخامس – القسم الثالث
الأسئلة التعبيرية
الأسئلة المقالية
الدرس السادس: القراءات المطلوبة
3 الأقسام | 4 الاختبارات
متطلبات القراءة 1
متطلبات القراءة 2
متطلبات القراءة 3
العودة إلى الأناجيل

Copyright © 2021 · Education Pro 100fold on Genesis Framework · WordPress · Log in