مساقات عبر الإنترنت Online Courses

  • التسجيل
  • تسجيل الدخول
الرئيسية / الدورات الدراسية / قانون إيمان الرسل / الدرس الخامس: الكنيسة

قانون إيمان الرسل – الدرس الخامس – القسم الرابع

الدورات الدراسية قانون إيمان الرسل الدرس الخامس: الكنيسة قانون إيمان الرسل – الدرس الخامس – القسم الرابع
الدرس Progress
0% Complete
 
  • الفيديو
  • الملف الصوتي
  • النص

الشركة
الكنيسة المنظورة
وسائط النعمة

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/video/aAPC05_10.mp4
موضوعات ذات صلة
What does the Bible say should be our attitude toward the suffering and persecution we endure?

المواهب الروحية
الممتلكات المادية
الكنيسة غير المنظورة

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/video/aAPC05_11.mp4
موضوعات ذات صلة
When should our charitable giving remain with those in the church, and when should it go to people outside the church?

الاتحاد بالمؤمنين
الاتحاد بالمسيح
الخاتمة

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/video/aAPC05_12.mp4
موضوعات ذات صلة
Should each means of grace be administered every time the church gathers for worship?
  • الشركة
    الكنيسة المنظورة
    وسائط النعمة
  • المواهب الروحية
    الممتلكات المادية
    الكنيسة غير المنظورة
  • الاتحاد بالمؤمنين
    الاتحاد بالمسيح
    الخاتمة

الشركة
الكنيسة المنظورة
وسائط النعمة

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/audio/aAPC05_10.mp3
Related Audio What does the Bible say should be our attitude toward the suffering and persecution we endure?

المواهب الروحية
الممتلكات المادية
الكنيسة غير المنظورة

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/audio/aAPC05_11.mp3
Related Audio When should our charitable giving remain with those in the church, and when should it go to people outside the church?

الاتحاد بالمؤمنين
الاتحاد بالمسيح
الخاتمة

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/audio/aAPC05_12.mp3
Related Audio Should each means of grace be administered every time the church gathers for worship?
  • الشركة
    الكنيسة المنظورة
    وسائط النعمة
  • المواهب الروحية
    الممتلكات المادية
    الكنيسة غير المنظورة
  • الاتحاد بالمؤمنين
    الاتحاد بالمسيح
    الخاتمة

الشركة

لقد رأينا في مناقشتنا لكلمة مقدس، أن مصطلح القديسين يشير بطريقة عامة إلى كل من في الكنيسة المنظورة، وبطريقة خاصة إلى كل من في الكنيسة غير المنظورة. ولهذا، وبينما نناقش شركة القديسين، سنركّز انتباهنا على المصطلح الذي لم نستكشفه بعد، وهو الشركة.

إن كلمة شركة هي κοινωνία في النسخ اليونانية القديمة لقانون إيمان الرسل. وتَستخدم الأسفار المقدّسة هذه الكلمة عادة للإشارة إلى الشركة الموجودة بين أعضاء الكنيسة وخاصةً من خلال اتحادهم بالله. ونجد هذا في فقرات مثل أعمال الرسل 2: 42، رسالة كورنثوس الثانية 13: 14، ورسالة يوحنا الأولى 1: 3. ويستخدم العهد الجديد κοινωνία أيضاً للإشارة إلى المشاركة غالباً في المواد الممتِلكات والمال. ونرى هذا في رومية 15: 16 رسالة كورنثوس الثانية 9: 13 وعبرانيين 13: 16. وهي مُستَخدَمة أيضاً لوصف المشاركة بالإنجيل، ليس في التبشير بالدرجة الأولى بل بطريقة متبادلة ضمن الكنيسة كما في فليبي 1: 5 وفليمون الآية 6.

وتماشياً مع هذه الأفكار، تشير كلمة شركة في قانون الإيمان، عادةً، إلى الشركة بين أعضاء الكنيسة؛ إلى المشاركة في الأشياء التي نمتلكها معاً. وضمناً إلى اعتمادنا المتبادل على الذين يشتركون معنا.

وبينما نستكشف شركة القديسين، سننظم مناقشتنا حول فارق يجب أن يكون مألوفاً لدينا. أولاً، سننظر إلى الشركة الموجودة ضمن الكنيسة المنظورة. وثانياً، سنتأمل في الشركة الموجودة ضمن الكنيسة غير المنظورة. دعونا نبدأ بشركة القديسين في الكنيسة المنظورة.

الكنيسة المنظورة

رغم وجود عدة جوانب للشركة الموجودة في الكنيسة المنظورة، سنركّز على ثلاثة أمور فقط: أولاً، وسائط النعمة، ثانياً، المواهب الروحية؛ وثالثاً الممتلكات المادية. دعونا نبدأ بالنظر إلى وسائط النعمة.

وسائط النعمة

وسائط النعمة هي الأدوات أو الآليات التي يستخدمها الله عادة ليطبِّق النعمة على شعبه. وَصَفَ جون وِسلي، وهو أحد مؤسسي كنيسة المثودِست، وسائط النعمة بطريقة تعكس معتقدات الكثير من التقاليد المسيحية. اصغ لما كتبه في عظته السادسة عَشَر، استناداً إلى ملاخي 3: 7:

أفهم “بوسائط النعمة” العلامات، الكلمات، والأعمال الخارجية المعيّنة من الله والمحدّدة لهذا الغرض، لتكون القنوات العادية التي يمكن أن ينقل بها الله للناس النعمة المانِعة، المبرِّرة، أو المقدِّسة.

يشير بعض الناس إلى وسائط النعمة بالتأديبات الروحية أو بأعمال التقوى، وفقاً للتقليد الذي ينتموا إليه. وعندما أسمع هذه العبارة، أتساءل كيف تعمل هذه الوسائط؟ إن ما أريد قوله دائماً، هو أنها لا تعمل، إنما الله هو الذي يعمل، نعمة الله هي التي تعمل. فهم يجدون الوقت والمكان للانتباه إلى نعمة الله العاملة في حياتنا. [د. ستيڤ هارپر]

فمن الناحية العملية، يستخدم الله العديد من الوسائط ليطبّق النعمة علينا، مثل المحنة والمعاناة، الإيمان، المحبة، والشركة نفسها. لكن ركّز اللاهوتيون، من الناحية التقليدية، على ثلاث وسائط خاصة للنعمة: كلمة الله، سِرَّي المعمودية وعشاء الرب، والصلاة. وتنتمي كل وسائط النعمة الثلاث، إلى الكنيسة المنظورة ككل، بما في ذلك المؤمنين وغير المؤمنين.

يصف أصول الإيمان الويستمنستري المختصر، وهو ملخّصٌ بروتستانتي تقليدي للتعليم المسيحي، وسائط النعمة في السؤال الثامن والثمانين وجوابه:

س. ما هي الوسائط الخارجية والعادية التي بها يوصل المسيح لنا فوائد الفداء؟

ج. الوسائط الخارجية والعادية التي بها يوصل المسيح لنا فوائد الفداء، هي فرائضه والأخص الكلمة، الأسرار والصلاة؛ وهذه جميعها فعّالة للمختارين لأجل الخلاص.

تتحدث الأسفار المقدّسة عن فوائد وسائط النعمة مثلاً في رومية 10: 14، رسالة كورنثوس الأولى 10: 17، ورسالة بطرس الأولى 3: 12 و21.

ورغم أن فوائد الفداء هي للمخلّصين فقط، أي للكنيسة غير المنظورة، فإن الفرائض نفسها هي للكنيسة المنظورة بأكملها. وتَذَكّر، أن الكنيسة غير المنظورة هي غير منظورة تماماً، ولا نعرف من فيها. حيث أنها لا تعقد اجتماعات عبادة خاصة بها. وليس لها خدّام وإدارة كنسية خاصة بها. فهذه الأمور تَخُص الكنيسة المنظورة. وبنفس الطريقة، إن كل وسائط النعمة التي نمتلكها – كِرازتنا، معموديتنا، ممارستنا لعشاء الرب، وصلواتنا – يمكن أن تُرى من قبل الآخرين. فهي أمور منظورة، وتتشارك بها الكنيسة المنظورة مع الآخرين، ولهذا فهي جزء من الشركة في الكنيسة المنظورة.

كانت وسائط النعمة دائماً فرائض مهمة يطبّق بها الله بركات الفداء على حياتنا، ويجب أن نستفيد منها بالكامل. يجب أن نكرز بالإنجيل الذي يحوّل، ونعلّم الكلمة التي تعطي الحكمة والنُضج. يجب أن نمارس الأسرار التي تقدّم الإنجيل بصورة منظورة وتختمنا في عهد الله. ويجب أن نصلي من أجل نعمة الله وغفرانه، الاهتداء والنُضج، العون لمقاومة الخطيّة، الحماية من الشر، والإنقاذ في أوقات الحاجة. إن وسائط النعمة خدمات قيّمة في الكنيسة المنظورة، بهذه الطرق وأكثر منها.

بالإضافة إلى وسائط النعمة، تمتلك الكنيسة المنظورة المواهب الروحية أيضاً.

المواهب الروحية

من المهمِ أن نفهمَ أنه عندما نقولُ أن المواهبَ الروحيةَ تخصُّ الكنيسةَ المنظورةَ كلَها، فنحن لا نعني أن كلَ واحدٍ في الكنيسةِ المنظورةِ يسكنُ فيه الروحُ القدس. فالأمرُ ليس كذلك. وحدَهم المؤمنون يسكنُ فيهم الروح القدس. لكن مع ذلك، يستخدمُ الروحُ القدسُ كلَ المواهبِ الروحية من أجل بنيان الكنيسة المنظورة. بالنسبة للبعض، هذا يعني زيادةُ قداستِهم ونموُّهم نحو النضوج. بالنسبة لآخرين، هذا يعني اهتداؤهُم إلى الإيمان أولاً. لكن في كل الأحوال، كل شخصٍ في الكنيسة المنظورةِ يمكنُه أن يستفيدَ من المواهبِ الروحيةْ، لا بل أن يشاركَ فيها إلى حد ما. لذا، يمكننا أن نقول أن الكنيسةَ المنظورةَ بأجمعِها تشتركُ في المواهبِ الروحية.

يَظهر اشتراك الكنيسة المنظورة بأكملها في المواهب الروحية بعدة طرق. أولاً، إنها مُستخدَمة في اجتماعات العبادة العامة. ونرى هذا بوضوح في رسالة كورنثوس الأولى 14: 13–26. ثانياً، أُعطيت المواهب لتبني الكنيسة بأكملها. ونرى هذا في رسالة كورنثوس الأولى 12: 4–7 وأفسس 4: 3–13. ثالثاً، قال بولس بالتحديد أن الألسنة هي علامة حتى لغير المؤمنين داخل الكنيسة، كما نقرأ في رسالة كورنثوس الأولى 14: 21-22. ورابعاً، إن غير المؤمنين داخل الكنيسة مُدانون لفشلهم في الاستفادة من المواهب الروحية في عبرانيين 6: 4–6. توضح الأسفار المقدّسة بهذه الطرق، أن المؤمنين وغير المؤمنين على السواء يشتركون ويتقاسمون المواهب الروحية للكنيسة.

إن للمواهب الروحية، مثل وسائط النعمة، فائدة عظيمة للكنيسة المنظورة الحديثة. فهي مفيدة لإعلان الحق، اهتداء الضالين ولمساعدة المؤمنين على النمو في الإيمان والنُضج. كما وأن العديد من المواهب، مثل الرحمة وحُسْن الضيافة، مفيدة لسد الاحتياجات الأرضية لشعب الله. وعندما يمنح الروح القدس المواهب لشعبه، يجب أن نشجّعهم على استخدام تلك المواهب من أجل منفعة الجميع، وألا نمنعها عن أحد في الكنيسة المنظورة.

إن الشركة موجودة في الكنيسة المنظورة أيضاً، في الطريقة التي يتشارك فيها الأعضاء في الممتلكات المادية مع بعضهم البعض.

الممتلكات المادية

كان جزءاً من معنى الشركة أو κοινωνία في الكتاب المقدّس والكنيسة الأولى، أن المسيحيين تشاركوا في ممتلكاتهم المادية مع أشخاص آخرين محتاجين في الكنيسة المنظورة. وغالباً ما تم استخدام كلمةκοινωνία  للإشارة إلى التبرعات للفقراء كما في رومية 15: 26، رسالة كورنثوس الثانية 8: 4؛ و9: 13، وعبرانيين 13: 16.

حتى عندما لا تُستَخدَم كلمة κοινωνία يمكن رؤية هذا الجانب للشركة في ممارسة المسيحيين الأولين. على سبيل المثال، باع الكثير من المسيحيين الأولين ممتلكاتهم وقدموا العائدات للكنيسة، كما نرى في أعمال الرسل 2: 44-45؛ و4: 34-35. وقام حتى بعض الأبطال المسيحيين في الكنيسة الأولى، ببيع أنفسهم عبيداً ليحرروا آخرين أو ليجمعوا المال لإطعام الفقراء.

كتب أب الكنيسة الأولى إكْلمندُس، الذي عاش بين 30 و100 ميلادية، عن هذه الممارسة في الرسالة المعروفة بإكْلمندُس الأولى، التي كتبها إلى أهل كورنثوس. اصغ لكلمات الفصل الخامس والخمسين من تلك الرسالة:

نعرف الكثيرين بيننا ممن سلّموا أنفسهم للقيود، لعلهم يفدون الآخرين. كما وسلّم الكثيرون أنفسهم للعبودية أيضاً، لعل الثمن الذي نالوه، سيمكّنهم من توفير الطعام للآخرين.

كان الشعور بالشركة قوياً جداً في الكنيسة الأولى، وفضّل المؤمنون، الآخرين على أنفسهم، لدرجةِ أنهم لم يكونوا مستعدين للمشاركة بممتلكاتهم فقط، بل للتضحية بحريتهم أيضاً من أجل الآخرين.

تساعد كلمات بولس في رسالة كورنثوس الثانية 8: 3–5 في شرح طريقة تفكيرهم. اصغ لما كتبه هناك:

لأَنَّهُمْ أَعْطَوْا حَسَبَ الطَّاقَةِ أَنَا أَشْهَدُ وَفَوْقَ الطَّاقَةِ … مُلْتَمِسِينَ مِنَّا بِطِلْبَةٍ كَثِيرَةٍ أَنْ نَقْبَلَ النِّعْمَةَ وَشَرِكَةَ الْخِدْمَةِ الَّتِي لِلْقِدِّيسِينَ… أَعْطَوْا أَنْفُسَهُمْ أَوَّلاً لِلرَّبِّ وَلَنَا بِمَشِيئَةِ اللهِ. (2 كورنثوس 8: 3–5)

وصف بولس في هذه الفقرة، سخاء كنائس مكدونية. وشرح أن تكريسهم للرب قادهم ليكونوا مضحّين جداً في مشاركتهم مع كنيسة الرب المنظورة.

إن مشاركة الممتلكات المادية مع المحتاجين، جزءٌ هامٌ من حياة الكنيسة المنظورة. حيث أن الكنيسة بأكملها شعب الله، جماعة عهده. وهو يهتم بكل شخص فيها، ويدعونا للقيام بالأمر ذاته. ببساطة، إن كل ما لنا هو ملك لله. فقد جعلنا فقط وكلاء على ممتلكاته. وهذا يعني أن محبتنا وعطاءنا هما خدمة الرب لشعبه، وشهادته بالإنجيل إلى العالم. وهكذا، إذا أردنا أن نكون أمناء له، يجب ألا نمنع ممتلكات الرب عن شعبه الذي يحتاجها.

بعد أن استكشفنا شركة القديسين في الكنيسة المنظورة، أصبحنا مستعدين لنتأمل في الشركة في الكنيسة غير المنظورة.

الكنيسة غير المنظورة

سننظر إلى فكرتين رئيسيتين مرتبطتين بشركة القديسين في الكنيسة غير المنظورة. أولاً، سنتحدث عن الاتحاد الذي يشترك فيه كل المؤمنين بالمسيح. وثانياً، سنتحدث عن الاتحاد الذي نشترك فيه بالمؤمنين الآخرين في الكنيسة غير المنظورة. فَلْنبدأ بالنظر إلى اتحادنا بالمسيح.

الاتحاد بالمسيح

يذكر العهد الجديد كثيراً أن المؤمنين متحدّين بالمسيح. ويتم التعبير عن هذه الفكرة عادة بالقول، المؤمنين في المسيح، في يسوع، أو فيه. يعني هذا الاتحاد من جهة، أن يسوع يمثّل المؤمنين أمام الآب، خاصةً في موته وقيامته. لكنه يعني من جهة أخرى، أن المؤمنين متحدّون بشكل سرّي بيسوع وبطريقة أساسية. حيث يسكن يسوع في المؤمنين، وهم يسكنون فيه.

اعتقد أن أحد تعاليم الرسول بولس الرئيسية، هي أننا متّحدون بيسوع المسيح؛ وأننا مُلكه. فعندما ننظر إلى كل الإعلان الكتابي، أعتقد أن الكتاب المقدّس يعلّم إما أننا في آدم أو في المسيح. وبالطبع كان آدم الإنسان الأول. ووُلِدَ كل البشر كأبناء وبنات له. ولهذا يولدوا في العالم كخطاة. وتكون طبيعتهم خاطئة. ويكونوا بعيدين عن الله. ويكون معنى أن نَخلُص ونُفتَدى ونثق بالمسيح، أن نكون متّحدين بالمسيح وننتمي إليه. ويكون معنى الاتحاد بالمسيح، أن نكون جزءاً من شخصه. [د. توم شراينر]

نحن نحصل على كل بركات المسيح من خلال اتحادنا به. ولهذا، إن اتحادنا بالمسيح لننال هذه البركات، أمر مهمٌ وأساسيُ بالنسبة لنا. كيف ننال هذه البركات أو كيف نتحد بالمسيح؟ نتحد بالمسيح بالإيمان، وبالإيمان وحده. فهو يوحّدنا بالمسيح، وتأتي موهبة الإيمان تلك من الله. [د. جفري جو]

غالباً ما يتكلم اللاهوتيون عن هذا الاتحاد الأساسي بين يسوع والمؤمنين كاتحاد سرّي، لأن الكتاب المقدّس لا يشرح تماماً كيفية عمل هذا الاتحاد. لكن الأسفار المقدسة توضّح أن هذا الاتحاد يشمل أجسادنا وأرواحنا. ونرى هذا في يوحنا 15: 4-7، رومية 8: 9–11، وعدة أماكن أخرى. اصغ، مثلاً، لكلمات بولس في رسالة كورنثوس الأولى 6: 15–17:

أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ أَجْسَادَكُمْ هِيَ أَعْضَاءُ الْمَسِيحِ… وَأَمَّا مَنِ الْتَصَقَ بِالرَّبِّ فَهُوَ رُوحٌ وَاحِدٌ. (كورنثوس الأولى 6: 15–17)

تكلم تشارلز سبرجن، الواعظ المعمداني الشهير الذي عاش بين 1834 و1892 ميلادية، عن اتحادنا بالمسيح في عظته السر المنقطع النظير، استناداً إلى أفسس 5: 30. اصغ لما قال:

هناك اتحاد حيوي بيننا وبين المسيح… وهو ليس وحدةً؛ بل هويةً. إنه أكثر من الانضمام؛ إنه كوننا جزءاً، وجزءاً أساسياً من الكل… ويجب أن يكون للمسيح… شعبه؛ فهم أساسيين بالنسبة له.

من المذهل أن نفكر بأن اتحادنا بالمسيح أساسي لدرجةِ أن المسيح نفسه سيخسر إذا أُخِذْنا منه. فقد أحبنا ومات لنكون جائزته وميراثه. ولأننا متحدين به، يجب أن يشعر كل مؤمن بأمان عظيم في خلاصه، يقين عظيم في غفرانه، وتشجيع كبير لوضعنا الصحيح أمام الله. يجب أن نستمد القوة من هذا الاتحاد بما أننا نتغذى من المسيح ونتأيد بروحه. ويجب أن نشعر بالجُرأة في شركتنا مع الله، عالمين أنه بسبب كوننا مستورين بالمسيح، فإننا كاملون في عينَي الآب، الابن والروح القدس. وهذا لا يعني أنهم لن يؤدّبونا على خطايانا. لكنه يعني أنهم سيفعلوا ذلك بدافع المحبة، بغرض إيصالنا إلى النُضج والكمال المناسبيَن للاتحاد بالله للأبد.

بعد أن نظرنا إلى اتحاد المؤمنين بالمسيح، أصبحنا مستعدين للنظر إلى اتحادنا بالمؤمنين الآخرين في المسيح.

الاتحاد بالمؤمنين

ولأن كل شخص في الكنيسة غير المنظورة متحدٌ بالمسيح، فإن المؤمنين متحدون ببعضهم البعض فيه أيضاً. ونرى هذا في رومية 12: 5، غلاطية 3: 26–28، أفسس 4: 25 وعدد من المقاطع الأخرى. اصغ للطريقة التي كلّم بها يسوع الآب عن هذه الشركة في يوحنا 17: 22-23:

وَأَنَا قَدْ أَعْطَيْتُهُمُ الْمَجْدَ الَّذِي أَعْطَيْتَنِي لِيَكُونُوا وَاحِداً كَمَا أَنَّنَا نَحْنُ وَاحِدٌ. أَنَا فِيهِمْ وَأَنْتَ فِيَّ لِيَكُونُوا مُكَمَّلِينَ إِلَى وَاحِدٍ وَلِيَعْلَمَ الْعَالَمُ أَنَّكَ أَرْسَلْتَنِي وَأَحْبَبْتَهُمْ كَمَا أَحْبَبْتَنِي. (يوحنا 17: 22-23)

وفي حين أن اتحادنا بالكنيسة المنظورة عقلاني (علاقاتي) واختباري، إن اتحادنا بالكنيسة غير المنظورة روحي ووجودي. حيث أن شخصياتنا ملتحمة معاً من خلال المسيح وروحه. وبالتالي، لدى جميعنا كرامة متساوية في المسيح، كما علّم بولس في رسالة كورنثوس الثانية 5: 14–16، غلاطية 3: 28، وكولوسي 3: 11. ونختبر حتى أفراح وآلام بعضنا البعض، كما نقرأ في رسالة كورنثوس الأولى 12: 26. ولا تنحصر شركة الكنيسة غير المنظورة بالكنيسة على الأرض، بل تمتد إلى الكنيسة في السماء أيضاً، أي المؤمنين الذين سبق وماتوا وذهبوا ليكونوا مع الرب.

وكما أن للمؤمنين على الأرض شركة سرّية بعضهم ببعض في ومن خلال المسيح، فإن لنا الشركة ذاتها مع كل المتّحدين بالمسيح – بما فيهم المؤمنين الموجودين في السماء الآن. وتعلّم الأسفار المقدّسة هذه الفكرة في أماكن مثل عبرانيين 11: 4؛ و12: 22–24.

إن إحدى الصور المدهشة التي تستخدمها الأسفار المقدّسة لتعلّم هذه الحقيقة، هي تصوير الكنيسة كعروس المسيح. فهناك معنى يتم التعامل فيه مع الكنيسة المنظورة كعروس المسيح، لكن يكون هذا من منطلق كمال العروس في الكنيسة غير المنظورة. ونرى هذا في العهد القديم في إشعياء 54: 5–8، هوشع 2: 19–20، وفي العهد الجديد في أفسس 5: 26-27. ويظهر إتمام هذه الصور في الكنيسة غير المنظورة الكاملة في رؤيا 19. اصغ لوصف يوحنا في رؤيا 19: 6–8:

وَسَمِعْتُ كَصَوْتِ جَمْعٍ كَثِيرٍ وَكَصَوْتِ مِيَاهٍ كَثِيرَةٍ وَكَصَوْتِ رُعُودٍ شَدِيدَةٍ قَائِلَةً هَلِّلُويَا فَإِنَّهُ قَدْ مَلَكَ الرَّبُّ الإِلهُ الْقَادِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ. لِنَفْرَحْ وَنَتَهَلَّلْ وَنُعْطِهِ الْمَجْدَ لأَنَّ عُرْسَ الْخَرُوفِ قَدْ جَاءَ وَامْرَأَتُهُ هَيَّأَتْ نَفْسَهَا. وَأُعْطِيَتْ أَنْ تَلْبَسَ بَزّاً نَقِيّاً بَهِيّاً لأَنَّ الْبَزَّ هُوَ تَبَرُّرَاتُ الْقِدِّيسِينَ. (رؤيا 19: 6–8)

نرى هنا أن عروس المسيح تتكوّن من كل القديسين المفديين في كل العصور، الذين هم في شركة مع بعضهم البعض. ونقف جميعاً كواحد، ونلبس رداء العرس المكوّن من الأعمال البارة لكل مؤمن.

تستنتج الأسفار المقدّسة العديد من التطبيقات من حقيقةِ أن المؤمنين متحدّين ببعضهم البعض في المسيح. فهي تعلّمنا أن كل مؤمنٍ مهمٌ بل ولا غِنى عنه بالنسبة للمسيح، أن نُكرِم ونَخدُم بعضنا البعض، أن نكون شفوقين نحو بعضنا البعض، ونكون لطفاء، وُدعاء، صبورين، ومسامحين. وأن نعامل الآخرين كما نريدهم أن يعاملونا وبنفس الطريقة التي نعامل بها أنفسنا. لأننا باتحادنا بهم في المسيح، هم جزءاً منا بقدر ما تكون أجسادنا جزء منا.

الخاتمة

لقد استكشفنا عقيدة الكنيسة في هذا الدرس من قانون إيمان الرسل. وقد نظرنا إلى التفويض الإلهي للكنيسة كجماعة الله الخاصة. ناقشنا حقيقةَ أن الكنيسة مقدّسة، كونها مفروزة وطاهرة. تحدثنا عن طبيعتها الجامعة أو الشاملة. وشرحنا الطرق التي تكون بها شركة للقديسين.

كمسيحيين معاصرين، يختلف اختبارنا للكنيسة كثيراً عما كان في زمن الكتاب المقدس، أو حتى في الزمن الذي صيغ فيه قانون إيمان الرسل. لكن حقائق الحياة الأساسية في الكنيسة لم تتغير أبداً. فلا تزال الكنيسة الشعب الذي في عهد مع الله. ولا تزال إنائه المختار لإيصال الإنجيل إلى العالم، وتحويله إلى ملكوته على الأرض. ونحن كنيسته مقدسون للرب. نحن شعبه، متحدون بعضنا ببعض فيه. والرب نفسه يعمل من خلالنا.

  • دليل الدراسة
  • الكلمات المفتاحية

القسم الرابع: الجامعة

مخطط لتدوين الملاحظات

IV. الشركة

أ‌. الكنيسة المنظورة

1. وسائط النعمة

2. المواهب الروحية

3. الممتلكات المادية

ب‌. الكنيسة غير المنظورة

1. الاتحاد بالمسيح

2. الاتحاد بالمؤمنين

الخاتمة

أسئلة المراجعة

1. ما معنى الكلمة اليونانية “koinonia” (النقل الحرفي إلى الإنجليزية) المُترجَمة “الشركة”؟

2. ما هي “وسائط النعمة”؟

3. وفقًا للدرس، مَن يشترك في المواهب الروحية؟

4. وفقًا لإلكلمندس، ماذا كان يفعل بعض المسيحيين الأوائل بهدف إعطاء الأموال للفقراء؟

5. ما معنى أن نكون “في المسيح”؟

6. ما هو موضوع يوحنا 17: 22-23؟

أسئلة تطبيقية

1. هل لديك شركة منتظمة مع مؤمنين آخرين؟ كيف يمكنك تحسين هذا الملمح في حياتك الروحية؟

2. كيف يمكنك استخدام وسائط النعمة بشكل أفضل؟

3. ما هي مواهبك الروحية؟ كيف تستخدمها لبناء الكنيسة؟

4. هل تشارك الآخرين أموالك وممتلكاتك؟ كيف يمكنك تحسين هذا الأمر؟

5. ما أهو أهم شيء تعلَّمته من كل هذا الدرس حول الكنيسة؟

AJAX progress indicator
Search: (clear)
  • أوغسطينوس
    أسقف هيبو (354-430م)، آمن بالكتاب المقدس كالسلطة النهائية في العقيدة واعتبر قوانين الايمان الخاصة بالكنيسة ملّخصات مفيدة للتعاليم الكتابية. وهو الذي كتب كتاب الاعترافات Confessions، ومدينة الله The City of God.
  • السبعينية­
    الترجمة اليونانية للعهد القديم.
الاختبارات
قانون إيمان الرسل – الدرس الخامس – الامتحان الرابع
Previous القسم
Back to الدرس
Next القسم

انجازك في الدورة

0% Complete
0/44 Steps

محتوى الدورة الدراسية

الدورة Home عرض الكل
ابدأ هنا- مخطط الدورة الدراسية
الدرس الأول: بنود الإيمان
6 الأقسام | 5 الاختبارات
التحضير للدرس الأول
قانون إيمان الرسل – الدرس الأول – القسم الأول
قانون إيمان الرسل – الدرس الأول – القسم الثاني
قانون إيمان الرسل – الدرس الأول – القسم الثالث
الأسئلة المقالية
الأسئلة التعبيرية
الدرس الثاني: الله الآب
5 الأقسام | 5 الاختبارات
قانون إيمان الرسل – الدرس الثاني – القسم الأول
قانون إيمان الرسل – الدرس الثاني – القسم الثاني
قانون إيمان الرسل – الدرس الثاني – القسم الثالث
الأسئلة المقالية
الأسئلة التعبيرية
الدرس الثالث: يسوع المسيح
5 الأقسام | 5 الاختبارات
قانون إيمان الرسل – الدرس الثالث – القسم الأول
قانون إيمان الرسل – الدرس الثالث – القسم الثاني
قانون إيمان الرسل – الدرس الثالث – القسم الثالث
الأسئلة المقالية
الأسئلة التعبيرية
الدرس الرابع: الروح القدس
5 الأقسام | 5 الاختبارات
قانون إيمان الرسل – الدرس الرابع – القسم الأول
قانون إيمان الرسل – الدرس الرابع – القسم الثاني
قانون إيمان الرسل – الدرس الرابع – القسم الثالث
الأسئلة المقالية
الأسئلة التعبيرية
الدرس الخامس: الكنيسة
6 الأقسام | 6 الاختبارات
قانون إيمان الرسل – الدرس الخامس – القسم الأول
قانون إيمان الرسل – الدرس الخامس – القسم الثاني
قانون إيمان الرسل – الدرس الخامس – القسم الثالث
قانون إيمان الرسل – الدرس الخامس – القسم الرابع
الأسئلة المقالية
الأسئلة التعبيرية
الدرس السادس: الخلاص
5 الأقسام | 7 الاختبارات
قانون إيمان الرسل – الدرس السادس – القسم الأول
قانون إيمان الرسل – الدرس السادس – القسم الثاني
قانون إيمان الرسل – الدرس السادس – القسم الثالث
الأسئلة المقالية
الأسئلة التعبيرية
الدرس السابع: القراءات المطلوبة
4 الأقسام | 5 الاختبارات
متطلبات القراءة ١
متطلبات القراءة ٢
متطلبات القراءة ٣
متطلبات القراءة ٤
العودة إلى قانون إيمان الرسل

Copyright © 2021 · Education Pro 100fold on Genesis Framework · WordPress · Log in