مساقات عبر الإنترنت Online Courses

  • التسجيل
  • تسجيل الدخول
الرئيسية / الدورات الدراسية / قانون إيمان الرسل / الدرس الثاني: الله الآب

قانون إيمان الرسل – الدرس الثاني – القسم الثالث

الدورات الدراسية قانون إيمان الرسل الدرس الثاني: الله الآب قانون إيمان الرسل – الدرس الثاني – القسم الثالث
الدرس Progress
0% Complete
 
  • الفيديو
  • الملف الصوتي
  • النص

الخالق
العمل في الخليقة

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/video/aAPC02_12.mp4
موضوعات ذات صلة
What are the main Evangelical interpretations of the days of creation in Genesis chapter 1?

صلاح الخليقة

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/video/aAPC02_13.mp4
موضوعات ذات صلة
What is the ultimate goal of humanity's redemption?

السلطة على الخليقة
مطلقة
خاصة

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/video/aAPC02_14.mp4
موضوعات ذات صلة
How should Christians feel about the fact that God has ultimate authority over everything?

شاملة
الخاتمة

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/video/aAPC02_15.mp4
موضوعات ذات صلة
How can we be sure that God's purposes for us will actually be fulfilled?
  • الخالق
    العمل في الخليقة
  • صلاح الخليقة
  • السلطة على الخليقة
    مطلقة
    خاصة
  • شاملة
    الخاتمة

الخالق
العمل في الخليقة

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/audio/aAPC02_12.mp3
Related Audio What are the main Evangelical interpretations of the days of creation in Genesis chapter 1?

صلاح الخليقة

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/audio/aAPC02_13.mp3
Related Audio What is the ultimate goal of humanity's redemption?

السلطة على الخليقة
مطلقة
خاصة

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/audio/aAPC02_14.mp3
Related Audio How should Christians feel about the fact that God has ultimate authority over everything?

شاملة
الخاتمة

https://s3.amazonaws.com/thirdmill-amoodle/video/audio/aAPC02_15.mp3
Related Audio How can we be sure that God's purposes for us will actually be fulfilled?
  • الخالق
    العمل في الخليقة
  • صلاح الخليقة
  • السلطة على الخليقة
    مطلقة
    خاصة
  • شاملة
    الخاتمة

الخالق

ستركّز مناقشتنا عن الآب كخالق السماء والأرض، على ثلاثة أوجه لعمله الإبداعي. أولاً، سنأخذ بعين الاعتبار عمل الآب في الخليقة، ثانياً، سنركّز على صلاح الخليقة. وثالثاً، سنذكر سلطة الآب على الخليقة. لنبدأ بالتفكير في العمل في الخليقة الذي قام به الآب.

العمل في الخليقة

الخليقة هي عمل ينسبه قانون إيمان الرسل إلى الآب بالتحديد. وستذكر أن أول بند من بنود الإيمان يقول:

أؤمن بإلهٍ واحدٍ، آبٍ قادر ٍعلى

كل شيء، خالق السماء والأرض.

لقد أصرت المسيحية التاريخية أن هذا العمل هو الوحيد بين كل الأشياء التي كان على الآب القيام بها في الأسفار المقدسة، والذي أكده كل المسيحيين.

إن فكرة خلق وحفظ الله للكون مألوفة عند معظم المسيحيين، لأن الأسفار المقدسة تشير إلى ذلك في كثير من الأحيان إلى حد كبير. في الواقع، إذا فتحنا كتبنا المقدسة إلى الصفحة الأولى وبدأنا بالقراءة، فإن أول شيء نقرأه هو أن الله هو خالق السماء والأرض. كما نتعلم في تكوين 1: 1:

فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ. (تكوين 1: 1)

بعد هذه الآية التمهيدية، يشرح تكوين 1 أن الله خلق الكون ورتبه في غضون ستة أيام. لقد كان هناك العديد من النظريات المختلفة حول تفسير سجل الخليقة في تكوين 1 عبر تاريخ الكنيسة. وقد اتفق تقريباً معظم اللاهوتيين أن الله خلق الكون من “ex nihilo” أو لا شيء. هذا يعني، أنه قبل أن يخلق الله السماء والأرض، لم يكن أي شيء موجوداً سوى الله نفسه. فلم يكن هناك مادة موجودة مسبقاً صنع منها الله الكون. وقد اقترح العديد منهم أن الله خلق حتى الزمن والفضاء نفسه.

لكن اللاهوتيين اختلفوا حول الأسلوب الدقيق الذي خلق به الآب الكون، لا سيما حول طبيعة الأيام الستة للخليقة. وقد آمن عدة أباء في الكنيسة مثل إكلمندُس، أوريجانوس وأوغسطينوس بأن الأيام هي تمثيلات رمزية لعملية خليقة حدثت على الأرجح في لحظة واحدة. بينما رأى آخرون، مثل إيرينايوس وترتليان، أنها أيام عادية من 24 ساعة. لاحقاً، عندما بدأ العلم باقتراح أن الكون قديم جداً، بدأ العديد من اللاهوتيين بقراءة سجل الخليقة بطرق جديدة. حيث اقترح البعض أن الأيام هي فترات من 24 ساعة، لكن فترات الوقت الواسعة تخللت بين الأيام التي خلق فيها الله. بينما فسّر آخرون الأيام كأساليب لغوية تمثل عصوراً أو حقبات.

وبالتأكيد، إن مسألة أيام الخليقة في تكوين 1 هي أحد القضايا الحادة التي كانت مصدراً للكثير من المجادلات. وأظن أن أحد القضايا هي ما هو نوع الأدب هذا؟ هل هو نوع الأدب المُصَمَّم ليعطي حقائق حسية، أو أنه أدبٌ مُصَمَّمٌ ليعلّم حقائق روحية. علينا ألا نفرّق بينهما. إن الله هو خالق هذا العالم، ولابد أن يتوافقا مع بعضهما البعض. لكن إذا قرأنا تكوين 1 كنص علمي، سيقودنا ذلك إلى تفسير مختلف عما لو قرأناه كمناقشة لمعنى وأهمية الخليقة. [د. جون أوزوالت]

أما بالنسبة للكنيسة الأولى واستخدامها لقانون إيمان الرسل، فيبدو أن الأمر الأكثر أهمية، هو أن المؤمنين اعترفوا أن الله، والله وحده، خلق وحفظ الكون بقيادة أقنوم الآب، بما في ذلك العالمَين الروحي والمادي، بكل ما فيها من مواد ومخلوقات.

هذه هي الفكرة ذاتها التي شدّد عليها اللاويون في نحميا 9: 6. اصغِ إلى كلماتهم:

أَنْتَ هُوَ الرَّبُّ وَحْدَكَ. أَنْتَ صَنَعْتَ السَّمَاوَاتِ وَسَمَاءَ السَّمَاوَاتِ وَكُلَّ جُنْدِهَا وَالأَرْضَ وَكُلَّ مَا عَلَيْهَا وَالْبِحَارَ وَكُلَّ مَا فِيهَا وَأَنْتَ تُحْيِيهَا كُلَّهَا. وَجُنْدُ السَّمَاءِ لَكَ يَسْجُدُ. (نحميا 9: 6)

كما نقرأ هنا، الله وحده خلق الكون. والله وحده يستمر في وَهْبِ الحياة لكل ما هو موجود، حافظاً الكون الذي خلقه.

مهمٌ أن نشير أنه رغم قيام الآب بدور قيادي في خلق وحفظ السماء والأرض، فإن هذه الأعمال تشمل الثالوث بأكمله بطرق متنوعة. على سبيل المثال، كان الابن الواسطة أو الوسيلة التي استخدمها الآب لخلق العالم، وهو ما يزال يستخدمها لحفظه. اصغِ للطريقة التي وصف بها بولس عمل الخليقة في رسالة كورنثوس الأولى 8: 6:

لكِنْ لَنَا إِلهٌ وَاحِدٌ الآبُ الَّذِي مِنْهُ جَمِيعُ الأَشْيَاءِ وَنَحْنُ لَهُ. وَرَبٌّ وَاحِدٌ يَسُوعُ الْمَسِيحُ الَّذِي بِهِ جَمِيعُ الأَشْيَاءِ وَنَحْنُ بِهِ. (1 كورنثوس 8: 6)

شرح بولس هنا، أن الآب هو مصدر الخليقة. الخليقة تأتي منه. لكنها تأتي من خلال ابنه. ونستمر في الحياة لأن الآب يحفظ حياتنا من خلال ابنه.

إن مشاركة الروح القدس مذكورة بصورة أقل وضوحاً في الأسفار المقدسة. وهي مفهومة ضمناً بشكل أساسي في فقرات العهد القديم، التي تشير إلى عمل روح الله. ففي فترة العهد القديم، لم يكن الروح القدس قد أُعلِن بعد بوضوح كأقنوم مميَّز لله. ومع ذلك، يعلّم العهد الجديد، أن الروح القدس كان نَشِطَاً في العالم متمماً إرادة الله. ونرى ذلك في فقرات مثل مرقس 12: 36 الذي يتحدث عن وحي الروح القدس لمؤلفيّ أسفار العهد القديم، وفي أعمال الرسل 2: 2–17 حيث علّم بطرس أن الروح القدس كان مصدر النبوة والموهبة الروحية حتى خلال العهد القديم. وهكذا، عندما نقرأ سجلات العهد القديم عن روح الله، فمن المنطقي أن نستنتج أنها تُنذِر مسبقاً بالإعلان اللاحق الأوضح بأن الروح القدس هو أقنوم إلهي مميّز. على سبيل المثال، نقرأ هذا السجل في تكوين 1: 2-3:

وَكَانَتِ الأَرْضُ خَرِبَةً وَخَالِيَةً وَعَلَى وَجْهِ الْغَمْرِ ظُلْمَةٌ وَرُوحُ اللهِ يَرِفُّ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ. وَقَالَ اللهُ لِيَكُنْ نُورٌ فَكَانَ نُورٌ. (تكوين 1: 2-3)

تشير عبارة روح الله حرفياً إلى الله في كل أقانيمه. لكن من وجهة نظر العهد الجديد، يمكننا أن نرى فيها تشديداً على نشاط أقنوم الروح القدس.

بعد أن نظرنا إلى عمل الآب في الخليقة كخالق، أصبحنا جاهزين للتركيز على صلاح الخليقة التي صنعها الله.

صلاح الخليقة

تعلّم الكثيرُ من الدياناتِ والفلسفاتِ، أن العالمَ الماديَ محايدٌ أخلاقياً، أي أنه ليس صالحاً أو شريراً. آخرون يقولون إنه في الحقيقةِ شريرٌ. على سبيل المثال، علّمت العديدُ من الفلسفاتِ الوثنيةِ التي تواجهت معها الكنيسة الباكرة، أن الكونَ الماديَ فاسدٌ، بحيث إنه كي يخلصَ البشرُ، لا بد لهم أن يفلتوا من عبودية أجسادهم. وهذا الرأيُ السلبيُ للعالمِ هو أحدُ الأسبابِ وراء تشديدِ قانونِ إيمانِ الرُسل على أن الله هو خالق السماء والأرض. في الكتاب المقدس، الكون هو خليقة الله الصالحة التي تعكس طبيعتَه الصالحَة.

يتم تذكيرنا بصلاح الخليقة في تكوين 1: 4، 10، 12، 18، 21، 25 و31 سبعة مرات. وتسجل الآية الأخيرة أن الخليقة بأكملها ليست “حسنة” فقط بل “حسنة جداً”. كما كتب موسى في تكوين 1: 31:

وَرَأَى اللهُ كُلَّ مَا عَمِلَهُ فَإِذَا هُوَ حَسَنٌ جِدّاً. (تكوين 1: 31)

للأسف، بعد أن خلق الله العالم بوقت قصير، أخطأ آدم وحواء ضد الله بالأكل من شجرة معرفة الخير والشر. ونتيجة لخطية البشر، وضع الله الخليقة كلها تحت اللعنة.

إن أحد المقاطع التي تتحدث عن ذلك، هو تكوين 3: 17-19 عندما لعن الله آدم قائلاً:

مَلْعُونَةٌ الأَرْضُ بِسَبَبِكَ. بِالتَّعَبِ تَأْكُلُ مِنْهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ. وَشَوْكاً وَحَسَكاً تُنْبِتُ لَكَ وَتَأْكُلُ عُشْبَ الْحَقْلِ. بِعَرَقِ وَجْهِكَ تَأْكُلُ خُبْزاً. (تكوين 3: 17-19)

بسبب خطية آدم، لَعن الله الأرض بحيث أصبحت الزراعة صعبة، مما دفع آدم وبقية البشر ليعملوا بكد للحصول على الطعام.

لم تكن هذه اللعنة على الأرض مقتصرة على الزراعة فقط. بل أثرت على العالم بأسره في كل جوانبه. وقد كتب بولس عن هذه المشكلة في رومية 8 حيث جادل أن فداء المؤمنين بواسطة يسوع المسيح سيقود في النهاية إلى تجديد الخليقة نفسها. اصغ لما كتبه بولس في رومية 8: 20-22:

إِذْ أُخْضِعَتِ الْخَلِيقَةُ لِلْبُطْلِ… عَلَى الرَّجَاءِ. لأَنَّ الْخَلِيقَةَ نَفْسَهَا أَيْضاً سَتُعْتَقُ مِنْ عُبُودِيَّةِ الْفَسَادِ… كُلَّ الْخَلِيقَةِ تَئِنُّ وَتَتَمَخَّضُ مَعاً إِلَى الآنَ. (رومية 8: 20-22)

علّم بولس أن لعنة الأرض أثرت على كل عنصر في الخليقة. لكن بالرغم من لعنة الله، يجب ألا نخطئ بالتفكير بأن الخليقة لم تعد صالحة. نعم، لقد ضرر سقوط البشرية في الخطية بالخليقة. لكنها ما تزال عالم الله، وما تزال صالحة في الأساس. وقد أشار بولس إلى هذه النقطة عندما كتب عن شرعية الزواج الدائمة، وحرية المسيحيين في تناول كل أنواع الطعام. اصغِ لكلماته في رسالة تيموثاوس الأولى 4: 4:

كُلَّ خَلِيقَةِ اللهِ جَيِّدَةٌ. (1 تيموثاوس 4: 4)

لاحظ ما قاله بولس هنا. فهو لم يقل أن كل ما خلقه الله “كان” جيداً، بل كل خليقة الله جيدة.

إن لحقيقةِ أن العالم المادي صالح الكثير من المضامين العملية بالنسبة لنا. فمن ناحية، نحن بحاجة لحماية البيئة. إن العالم المادي الذي خلقه الله هو صالح. وأجسادنا المادية ووجودنا المادي هي صالحة. [د. مارك ستراوس]

وهكذا، سواء كنا نتحدث عن الزواج أو الطعام أو أي شيء آخر خلقه الله، يمكننا أن نثق بأنه صالح، لأن الآب الذي خلقه هو صالح. لهذا السبب تمكّن بولس أيضاً من القول، في رومية 1، إن صلاح الله نفسه ما يزال ظاهراً لكل البشرية من خلال الأشياء التي صنعها. ولهذا يمكن لمزمور 19 أن يعلن، أن السماوات تحدث بمجد الله.

وصف جون وِسلي في القرن الثامن عشر صلاح الخليقة في مؤلفه استقصاء عن حكمة الله في الخليقة الجزء الثالث والفصل الثاني حيث قال:

إن الكون كله عبارة عن صورة، تُعرَض فيها كمالات الألوهية. فهي لا تُظهر وجوده فقط، بل وحدته، قدرته، حكمته، استقلاليته، وصلاحه.

يعرض الكون صلاح الله من خلال صلاحه الفطري –أي الصلاح الذي يمتلكه، لأن إلهاً صالحاً خلقه.

تعكس خليقة الله صلاحه. وتخبرنا قبل كل شيء أن الخليقة ليست شريرة من ذاتها، وأنه لا وجود للشر أصلاً في المسألة. لكنها تخبرنا أيضاً أنه عندما خلق الله الخليقة فقد خلقها صالحة. وأنه يوجد جمال في الخليقة. وقد تشوّه هذا الجمال بسبب السقوط. حيث شوّهت الأشواك والحسك وعَرَقُ جبينٍ واحدٍ خليقة الله. لكن كمسيحيين، بدأنا بالعملية، أو بدأ الله عملية الاستعادة في داخلنا. فنحن كمسيحيين، خليقة جديدة في يسوع المسيح كما يقول كاتب الترنيمة، نرى شيئاً لن تراه أعينٌ لا تعرف المسيح. ونبدأ برؤية الخليقة كما صنعها الله. ولهذا، فإننا كمسيحيين نرى الفن، الجمال، البنيان، التماسك، والتكامل في الخليقة نفسها. وهذا ما نتوقعه في السماء الجديدة والأرض الجديدة، عندما تصبح خليقة الله جديدة بالكامل، وعندما نكون قادرين على التمتع بالخليقة كما أرادنا الله أن نتمتع بها. [د. ديريك توماس]

بعد أن فهمنا العمل في الخليقة وصلاحها، إننا مستعدون لتناول موضوع سلطة الآب على الخليقة، والتي يمتلكها بصفته خالقها.

السلطة على الخليقة

يمكننا أن نقول الكثير عن سلطة الآب كخالق. لكننا سنركّز على ثلاث من صفاتها الأساسية فقط: إن سلطته مطلقة، خاصة، وشاملة. وسنلقي نظرة فاحصة على كلٍ من هذه الأفكار، بدءً بالطبيعة المطلقة لسلطة الآب كخالق.

مطلقة

إن للآب سلطة مطلقة، بمعنى أن لديه حرية كاملة ليفعل ما يشاء بخليقته. وغالباً ما تشبّه الأسفار المقدسة سلطته المطلقة بسلطة الفخاري على الطين. ونجد هذا الوصف في أماكن مثل إشعياء 29: 16، إشعياء 45: 9، إرميا 18: 1-10، ورومية 9: 18-24. اصغِ للطريقة التي تحدث فيها بولس عن سلطة الله في رومية 9: 20-21:

بَلْ مَنْ أَنْتَ أَيُّهَا الإِنْسَانُ الَّذِي تُجَاوِبُ اللهَ. أَلَعَلَّ الْجِبْلَةَ تَقُولُ لِجَابِلِهَا لِمَاذَا صَنَعْتَنِي هكَذَا. أَمْ لَيْسَ لِلْخَزَّافِ سُلْطَانٌ عَلَى الطِّينِ أَنْ يَصْنَعَ مِنْ كُتْلَةٍ وَاحِدَةٍ إِنَاءً لِلْكَرَامَةِ وَآخَرَ لِلْهَوَانِ. (رومية 9: 20-21)

وبالطبع، إن الإجابات على أسئلة بولس البلاغية واضحة. لأن الله هو خالق الكل، فإن له الحرية والسلطان أن يفعل ما يشاء بخليقته.

أعتقد أن بعض الناس عندما يسمعون أن الكتاب المقدس يعلّم أن لله سلطة مطلقة على كل شيء يحصل في العالم، فإنهم يشعرون بالتهديد والاستياء. لكن على المسيحيين أن يكونوا شاكرين جداً، عندما نفكر بمن هو الله حقاً. هذا يعني أن حياتنا هي في أيدي الآب الكلي الحكمة، الكلي القدرة، الكلي الحب، الذي قدّم ابنه على الصليب نيابةً عنا. [د. دينيس جونسون]

حتى لو لم نفهم ما يحصل، فإذا كنت مع المسيح فإن الله هو أبوك وهو يحبك. يحميك ويحفظك بغض النظر عما تمر به. وقد تكون بعض الأمور التي نمر بها شديدة الألم. لكن مهما كانت الظروف التي تمر بها فهو مسيطر على كل شيء. فهل تستطيع قبول هذا في هذه المرحلة من حياتك؟ لقد أعدّ هذا لخيرك، ولإرضائك. ويحول الله الأعداء في حياتنا إلى أصدقاء حتى يتسنى لنا أن نُخضِع أكثر بالذي أحبنا. ولسنا نُخضِع فقط، بل نقول أن نُخضِع أكثر بالذي أحبنا. وهكذا، أخذ الله التجارب والصعوبات ويستخدمها لتقديسنا، ليجعلنا أكثر شبهاً بيسوع المسيح. وهو يأتي بالأشياء التي في حياتنا حتى نكون مثل المسيح. يقول عبرانيين (12) أنه يؤدبنا كأب حنون، حكيم، وصالح. وأعتقد أنه يتم خوض معركة الإيمان عند هذه المرحلة بالضبط. علينا أن نقول لأنفسنا مرةً تِلوَ الأخرى: الله، الله يهتم بي حتى وإن لم أفهم ذلك. فهو يأتي بهذا في حياتي لخيري ولتقديسي. [د. توم شراينر]

خاصة

بالإضافة إلى امتلاكه سلطةً مطلقةً، فإن للآب أيضاً سلطة خاصة على كل ما خلقه. إن سلطة الآب كخالق، خاصة، بمعنى أنه لا يمتلك أي مخلوق سلطة مطلقة. فالسلطة المطلقة تخص الخالق وحده، والله هو الخالق الوحيد. وفوق هذا، عندما ننظر إلى الثالوث من الناحية التدبيرية، فإن للآب أيضاً سلطة على أقنومَي الثالوث الآخرَين. على سبيل المثال، اصغِ لكلمات يسوع في يوحنا 5: 26-27:

لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الآبَ لَهُ حَيَاةٌ فِي ذَاتِهِ كَذلِكَ أَعْطَى الابْنَ أَيْضاً أَنْ تَكُونَ لَهُ حَيَاةٌ فِي ذَاتِهِ وَأَعْطَاهُ سُلْطَاناً أَنْ يَدِينَ أَيْضاً لأَنَّهُ ابْنُ الإِنْسَانِ. (يوحنا 5: 26-27)

‫لقد علّم يسوع أن الآب فوّض إليه سلطته للحكم على العالم. وكانت هذه السلطة تكمن أساساً في الآب، وكانت امتيازه الخاص. لكنّ الآب عيّن الابن ليحكم باسمه. ونجد فكرة مماثلة في رسالة كورنثوس الأولى 15: 24، حيث تخضع ملكية يسوع على الكون لملكية الآب الأعظم. وينطبق شيء مماثل على الروح القدس أيضاً. حيث تعلم فقرات مثل يوحنا 16: 13، رومية 8: 11، ورسالة بطرس الأولى 1: 2 أن الروح القدس سيفعل مشيئة الآب أيضاً.

‫وكما أن سلطة الابن وسلطة الروح مفوُّضَتان من الآب، فإن سلطة المخلوقات مفوَّضة من الآب أيضاً. حيث أن للملائكة، الحكّام الأرضيون وحتى البشر العاديون مقدار من السلطة، لكنّ كل أنواع السلطات هذه مُفوَّضة من الله، حتى تكون سلطة الآب متفوقة على سلطة المخلوقات دائماً.

شاملة

بالإضافة إلى امتلاك سلطة مطلقة وخاصة، يمتلك الآب أيضاً سلطة شاملة على الكون. عندما نقول أن سلطة الآب شاملة، فإننا نعني أنها تمتد على كل الأشياء التي خلقها بكل تفاصيلها. ويوجد على الأقل مضمونان هامان لهذه الحقيقة. أولاً، إن الكل تحت سلطة الله. لا يوجد شخص أو أي كائن مخلوق آخر حر من الالتزام بطاعة الله.

إن الملائكة والكائنات البشرية المُخلصة للآب، تُميّزه وتخضع له بإرادتها. لكن الأرواح الشريرة والكائنات البشرية غير المخلصة تتمرد عليه وترفض الخضوع لأوامره. ومع ذلك، تنطبق أحكام الآب الأدبية على الكل. فبغض النظر عن المكان الذي نعيش فيه، أو من نحن، وبغض النظر عن ثقافتنا وديننا، كلنا مسؤولون أمام الله.

ثانياً، إن كل شيء تحت سلطة الله، حيث تمتد سلطته إلى كل تفاصيل خليقته. ولأن الله خلق كل شيء، ليس أي جانب من جوانب الخليقة محايد أخلاقياً. فقد خلق الله كل شيء لهدف معين، وأعطاه صفة أخلاقية. هذا يعني، أنه أياً كان الموضوع، وأياً كان جانب الخليقة الذي نتناوله، فلا وجود للحيادية الأخلاقية. فإمّا أن يعمل كل شيء في الخليقة وفقاً لمشيئة الله، وهو بالتالي صالح. أو يتمرد عليه، وبالتالي يكون شرير.

يميل العديد من المسيحيين، في العالم المعاصر، إلى تقسيم الحياة إلى أمور مقدسة، وأمور دنيوية. ويدرك معظمنا أن الأمور “المقدسة” مثل الكنيسة، العبادة، التبشير، ودرس الكتاب المقدس هي تحت سلطة الله. ونجاهد أيضاً للاعتراف بأوامر الله في عائلاتنا واختياراتنا الأخلاقية، ونتعامل معها كأمور مقدسة أيضاً. لكن يميل العديد من المسيحيين للظن بأن أوامر الله لا تحكم الأمور “الدنيوية” مثل السياسة، التربية، والعمل. لكن هذا التمييز المعاصر بين العالم المقدس والعالم الدنيوي ليس كتابياً. حيث تشير فقرات مثل أمثال 3: 6، جامعة 12: 14، و2 تيموثاوس 3: 16-17 إلى أن الله قد تكلم عن كل ناحية من الحياة البشرية، ويمتد سلطانه إلى كل ما نفعله.

إن سلطة الله أمر عظيم بالنسبة للمسيحيين ليؤمنوا بها في عالم غالباً ما تُستخدَم فيه السلطة بطريقة سلبية، لأن الله ما يزال يحب العالم، وما يزال الله مسيطراً، يعرف الله النهاية من البداية، وسيكون الله الحاكم على كل الناس. [د. سايمن ڤايبرت]

الخاتمة

لقد نظرنا في هذا الدرس عن الله الآب، إلى بند الإيمان الأول من قانون إيمان الرسل عن كثب. وقد ناقشنا مفهوم الله المُتَضَمَّن في هذا البند. تحدثنا عن الآب القدير بصفته الأقنوم الأول في اللاهوت. واستعرضنا دور الآب كخالق السماء والأرض.

إن فهم أقنوم الله الآب أساسيٌ بالنسبة لكل اللاهوت المسيحي. وإن لم نعرف ونعبد إله الأسفار المقدسة الثالوثي الحقيقي، فإننا نعبد إلهاً كاذباً. ويُعتَبَر تمييز الأقنوم الذي تسمّيه الأسفار المقدسة بالآب وإكرامه، جزءاً حاسماً من العبادة الحقيقية. إن الآب هو من يُطيعه ويُكرمه الابن والروح القدس، ويعملان على تعظيم مجده. لذلك يجب أن يكون الآب محور طاعتنا، إكرامنا وتمجيدنا.

  • دليل الدراسة
  • الكلمات المفتاحية

القسم الثالث: الخالق

مخطط لتدوين الملاحظات

III. الخالق

أ‌. العمل في الخليقة
ب‌. صلاح الخليقة
ج‌. السلطة على الخليقة

1. مطلقة

2. خاصة

3. شاملة

الخاتمة

أسئلة المراجعة

1. What does “ex nihilo” mean?

1. ماذا يعني مصطلح “ex nihilo”؟

2. ما هي وجهة نظر الكنيسة خلال القرون الأولى بعد المسيح فيما يخص “أيام” الخلق، كما يظهر في قانون إيمان الرسل؟

3. أي أقنوم أو أقانيم الثالوث التي شاركت في خلق العالم؟

4. اشرح وجهة نظر الدرس فيما يخص ما إذا كانت الخليقة لاتزال صالحة بعد السقوط؟

5. اكتب كلمات جون ويسلي فيما يخص الخليقة.

6. اشرح معنى المصطلحات التالية المُستخدمة لوصف سلطة الله على الخليقة: مطلقة، خاصة، شاملة.

7. ما هو الخطأ الذي نقوم به عادة حين نقوم بتقسيم أمور حياتنا، وفقًا للدرس؟

8. تأكد من معرفتك لمحتوى كل من المقاطع التالية من الكتاب المقدس: تكوين 1: 1؛ تكوين 1: 31؛ تكوين 3: 7-19؛ رومية 8: 20-22؛ 1تيموثاوس 4:4؛ رومية 9: 20-21.

أسئلة تطبيقية

1. هل يهمك أن تعرف ما إذا كانت “أيام” الخليقة ستة أيام حرفية من 24 ساعة؟ لماذا؟ ما هي وجهة نظرك الشخصية؟

2. ما هي المجالات التي ترى فيها صلاح الخليقة؟ ما الذي يعنيه لك هذا الأمر شخصيًا؟

3. ما هي المجالات التي ترى فيها اللعنة على الخليقة؟ ما الذي يعنيه لك هذا الأمر شخصيًا؟

4. ما هو أهم إدراك تعلَّمته من دراسة كل هذا الدرس؟ لماذا؟

AJAX progress indicator
Search: (clear)
  • أوغسطينوس
    أسقف هيبو (354-430م)، آمن بالكتاب المقدس كالسلطة النهائية في العقيدة واعتبر قوانين الايمان الخاصة بالكنيسة ملّخصات مفيدة للتعاليم الكتابية. وهو الذي كتب كتاب الاعترافات Confessions، ومدينة الله The City of God.
الاختبارات
قانون إيمان الرسل – الدرس الثاني – الامتحان الثالث
Previous القسم
Back to الدرس
Next القسم

انجازك في الدورة

0% Complete
0/44 Steps

محتوى الدورة الدراسية

الدورة Home عرض الكل
ابدأ هنا- مخطط الدورة الدراسية
الدرس الأول: بنود الإيمان
6 الأقسام | 5 الاختبارات
التحضير للدرس الأول
قانون إيمان الرسل – الدرس الأول – القسم الأول
قانون إيمان الرسل – الدرس الأول – القسم الثاني
قانون إيمان الرسل – الدرس الأول – القسم الثالث
الأسئلة المقالية
الأسئلة التعبيرية
الدرس الثاني: الله الآب
5 الأقسام | 5 الاختبارات
قانون إيمان الرسل – الدرس الثاني – القسم الأول
قانون إيمان الرسل – الدرس الثاني – القسم الثاني
قانون إيمان الرسل – الدرس الثاني – القسم الثالث
الأسئلة المقالية
الأسئلة التعبيرية
الدرس الثالث: يسوع المسيح
5 الأقسام | 5 الاختبارات
قانون إيمان الرسل – الدرس الثالث – القسم الأول
قانون إيمان الرسل – الدرس الثالث – القسم الثاني
قانون إيمان الرسل – الدرس الثالث – القسم الثالث
الأسئلة المقالية
الأسئلة التعبيرية
الدرس الرابع: الروح القدس
5 الأقسام | 5 الاختبارات
قانون إيمان الرسل – الدرس الرابع – القسم الأول
قانون إيمان الرسل – الدرس الرابع – القسم الثاني
قانون إيمان الرسل – الدرس الرابع – القسم الثالث
الأسئلة المقالية
الأسئلة التعبيرية
الدرس الخامس: الكنيسة
6 الأقسام | 6 الاختبارات
قانون إيمان الرسل – الدرس الخامس – القسم الأول
قانون إيمان الرسل – الدرس الخامس – القسم الثاني
قانون إيمان الرسل – الدرس الخامس – القسم الثالث
قانون إيمان الرسل – الدرس الخامس – القسم الرابع
الأسئلة المقالية
الأسئلة التعبيرية
الدرس السادس: الخلاص
5 الأقسام | 7 الاختبارات
قانون إيمان الرسل – الدرس السادس – القسم الأول
قانون إيمان الرسل – الدرس السادس – القسم الثاني
قانون إيمان الرسل – الدرس السادس – القسم الثالث
الأسئلة المقالية
الأسئلة التعبيرية
الدرس السابع: القراءات المطلوبة
4 الأقسام | 5 الاختبارات
متطلبات القراءة ١
متطلبات القراءة ٢
متطلبات القراءة ٣
متطلبات القراءة ٤
العودة إلى قانون إيمان الرسل

Copyright © 2021 · Education Pro 100fold on Genesis Framework · WordPress · Log in